عبد الله باخشوين
ماذا يحدث لو عاد (الحزب الجمهوري) للواجهة ونجح في الوصول لكرسي الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية؟.
ماذا عن سياساته وتحالفاته القديمة..؟!
ما هي الولاءات التي يعول عليها في منطقة الشرق الأوسط.
وهل يمكنه الاعتماد - مجدداً - على التقارير الاستخباراتية لاتخاذ خطواته الأولى ورسم سياساته المستقبلية.. ام أن الثماني سنوات (الديمقراطية) كافية لإجباره على إعادة النظر في خططه وملفاته.
وفي البدء نقول إن سياسات (الحزب الجمهوري) هي السبب الرئيس في الاشكالات الحالية التي تعصف بالمنطقة العربية ذلك انها رأت في غزو العراق حلاً مركزياً للحد من النفوذ (السني) الذي تأكدت أنه (القوة الاسلامية) التي افرزت (الإرهاب).. بمعنى أن الإرهاب كان قوة (سنية)، بل وجد من يتوجه بالاتهام لحكومة المملكة متجاهلاً تضررها من الأعمال الإرهابية أكثر من غيرها.
ووفق مخططات احمد الجلبي وأعوانه تأكد لحكومة (بوش) أن غزو العراق سوف يكون مدعوماً من كل مدن وقرى ((الجنوب العراقي)) الشيعية.
لم تكن إزاحة صدام حسين هي هدف الغزو - كما تبين لاحقاً - لكن توسيع النفوذ (الشيعي) ودعمة ليصبح قوة حقيقية.. وهكذا رسمت الخارطة السياسية التي جاءت بحكومة المالكي والنفوذ الشيعي الإيراني.. وبضمان كل العقوبات المفروضة على ايران.. كان لابد من جعلها تبرز كقوة (شيعية) في مواجهة القوى السنية. وبدعم من حكومة المالكي تمت مباركة وجود (داعش) كقوة (سنية) معادية لتوجهات الحكومات السنية (المركزية) وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
وفي ظل سياسات (التهدئة) التي ينتجها (الحزب الديمقراطي) نجح (الحزب الجمهوري) في تحقيق كثير من اهدافه.. وهو بعيد عن الواجهة السياسية التي تتخذ القرار مركزياً من رئاسة الولايات المتحدة.
وكل ما عليك هو أن تمعن النظر فيما يدور حولك لترى بؤر الصراع بين الإرهاب والاعتدال.. وبين السنة والشيعة الذي تدفع له وتؤججه إيران.. قبل أن تستعيد شرعيتها الدولية برفع العقوبات عنها.
وهنا نعود للتساؤلات التي انطلقنا منها.. حول عودة الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة.. ونقول: أصبح من اولويات الحزب الجمهوري ضرورة العمل مع الحكومات المركزية خاصة في المملكة و مصر.. لإعادة ترميم جسور الثقة وفق السياسات التي رسمتها هاتان الدولتان بشكل معلن وواضح وصريح.. خاصة المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان الذي تمكن من تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق يتمثل في التفاف العرب والمسلمين من حوله.. دولاًً وافراداً في سعيه لتحقيق العدل والتسامح ونبذ الفرقة والتفرقة مذهبياً وسياسياً.. ووقوفه في مواجهة كل القوى التي تسعى لتمزيق وحدة المسلمين العرب من خارجها سواء من خلال ايران او غيرها من الدول والجماعات التي تريد أن تستغل الإسلام والمسلمين لإحداث الفرقة بينهم وتشعل حرب الطوائف التي - للأسف - يوجد من يؤيدها ويمولها من العرب انفسهم اقتداء بإيران.