صيغة الشمري
الكارثة لو قام أحد الشباب الهاوين للمشاكسات لتبديد وجع البطالة، ودخل قوقل، وجمع المشاكل التي مرت بها وزارة العمل وهي تعد وتدرس وتصدر قرارات حول مشكلة الاستقدام، لخرج بعمل صحفي استقصائي، ربما يضع الكثير ممن يعدون أنفسهم (حلالين مشاكل) في وزارة العمل فيما يخص الاستقدام بحرج شديد، لكنهم لن يستقيلوا؛ لأن الحرج الشديد عندنا من النوع الوطني الذي لا يتعدى حدود احمرار الخدود لثوان معدودة، لكنه لا يصل للضمير.
منذ سنوات ووزارة العمل (تحوس) وتحوم وتستنفر وتجتمع و»تجعجع» وتهدر الملايين من الريالات بحجج (لاحظوا الحجج جيداً وقارنوها على أرض الواقع): «لتطوير سوق الاستقدام، لتوفير حاجة المواطنين من العمالة المنزلية، المساهمة في رفع تنافسية السوق، فرص تخفيض تكاليف الاستقدام وضبط عملية الاستقدام». هذه حجج وزارة العمل فيما يخص الاستقدام. وأعلن من هذا المنبر الشامخ إن رأيتم إخوتي المواطنين تحقيق وزارة العمل واحدة من هذه الأهداف العظيمة أني سأستقيل من الكتابة غير مأسوف عليّ؛ بسبب ظلمي لإخوتي العاملين في وزارة العمل على حل مشكلة العمالة وتطويرها. آخر عبقرياتهم في إيجاد الحلول أنهم أصدروا قراراً بحصر استقدام العمالة المنزلية في 198 مكتباً على مستوى المملكة. وهذا الحل يشبه الحلول السحرية الموجودة في ثقافتنا نحن السعوديين، والقصد منها ليس حل المشكلة بل اتخاذ قرار للانتقال للقرار الآخر بحجة حل المشكلة دون حلها على أرض الواقع. هذا القرار يكشف أن وزارة العمل لا تملك (خدوداً) من الأساس، حتى نستطيع مراقبة خجل القرارات الخاطئة على محياها. من المؤكد أن الذي اتخذ هذا القرار غير متابع جيداً لمشكلة العمالة المنزلية، أو أنه من شدة الحرص قرأ ورقة حلول مشكلة أخرى!! عندما كانت سوق العمالة المنزلية في قمة الفوضى، وتجارة (الفيز) مشتعلة، لدرجة أن المواطن العادي يقوم مقام مكتب استقدام، لم يتم تغطية احتياج المطلوب، فكيف يستطيع 198 مكتباً القيام بذلك؟! علينا أن نشكر وزارة العمل على تفاعلها مع مشاكلنا تفاعلاً يثبت أنها جهة تحترمنا، و»تحمر» خدودها خجلاً من تقصيرها بحقنا، وهذا الاحمرار الخدودي بحد ذاته يكفينا؛ لأن الجهات التي تحمر خدودها خجلاً غير تلك الجهات التي تملك خدوداً (مغسولة بمرق)!