صيغة الشمري
لقد ارتبطنا بشكل كبير في نشيدنا الوطني منذ كنّا صغارًا وأخذتنا حماستنا ومحبتنا لبلادنا إلى حفظه عن ظهر قلب في أرواحنا وترديده بكل فخر واعتزاز بمناسبة ومن دون مناسبة، لا لحن أجمل ولا أطرب من لحن النشيد الوطني المجيد.
كل شعوب الدنيا تعتز بنشيدها الوطني وتعتبره رمز كرامتها الأولى وتباهي به بين شعوب الدنيا قاطبة، من أهم ما يميز النشيد الوطني لكل بلد أنه كلما صدحت به الأجيال زادت انتماء ومحبة لبلادها.
إنه المحفز الأول لزيادة ارتفاع معدل الوطنية والانتماء عند الشعوب، حتى إن بعضهم لا يتمالك دموعه وهو يردد نشيد بلاده الوطني من شدة العشق والهيام وتأثير إيقاع الكلمات في الروح:
سارعي للمجد والعلياء، مجدي لخالق السماء، وارفعي الخفاق أخضر، يحمل النور المسطر، رددي الله أكبر يا موطني، موطني عشت فخر المسلمين، عاش الملك، للعلم والوطن.
إنها الكلمات الأقرب لقلب كل مواطن سعودي، لكن هذه الكلمات الأروع والأحب علينا لا يوجد بها ذكر لاسم السعودية كما هي عادة الأناشيد الوطنية للبلدان الأخرى، عندما تسمع النشيد الوطني للكويت أو الإمارات أو قطر أو حتى بريطانيا أو روسيا أو فرنسا أو إيطاليا أو غيرها تسمع اسم الوطن يتردد داخل كلمات النشيد الوطني، تسمع اسم الوطن في النشيد الوطني، بينما نشيدنا الوطني لا تسمع به اسم السعودية، كان بالإمكان وضع اسم السعودية في أي مكان من النشيد الوطني لزيادة معدل الانتماء وقوة النشيد، لأن أغلبية الأناشيد الوطنية تحمل أسامي بلدانها، ليس من فراغ، بل لزيادة معدل الفخر والحب والانتماء، فما المانع مثلاً أن يحوي نشيدنا الوطني لعبارة مثل:
سعوديتي عشتِ فخر المسلمين، أو أي معنى آخر تكون فيه كلمة السعودية بحيث تشعر من يردد النشيد الوطني باسم الدولة التي ينتمي إليها بفخر واعتزاز أكبر، خصوصًا أن نشيدنا الوطني مكتوب باحترافية عالية ويحمل الكثير من المعاني الوطنية السامية وهذه الملاحظة العابرة لا تقلل من روعته ومحبتنا، كما أن كثيرًا من الأناشيد الوطنية تم تغييرها وبعضها تم تحسينها مثل دولة مصر يتم تغيير النشيد الوطني كل حقبة من الزمن، أتمنى من المتخصصين الذين يهمُّهم رفع المعايير الوطنية والانتماء أن يدرسوا هذه الملاحظة فربما تفعل ما تعجز عنه آلاف المحاضرات خصوصًا في عقول الأطفال والمراهقين، عندما يرن اسم الوطن داخل عقل المراهق ويلمع مثل برق داخل روحه لن يستطيع كائن من كان (دعشنته)!