محمد الشهري
** في بداية الأمر لم أكن أرغب الخوض في قضية اللاعب محمد نور الأخيرة المتمثلة بتعاطيه للمنشطات المحظورة رياضياً (اللهم لا شماتة)، لا لشيء سوى الخشية من الوقوع في مغبّة سوء الفهم والظن من لدن فئة لا ترى أبعد من مواقع أقدامها، أو مواقع أرنبات أنوفها، أي أن بينها وبين منطق التعايش مع الواقع والمعقول عداوة أزليّة؟!.
** لولا ما تمخضت عنه الواقعة من تجاذبات اختلط فيها الحابل بالنابل، والمنطق بضدّه، وتحولها بالتالي إلى (زَفّة) تبيّن أن السهم المعلّى فيها من نصيب الكذابين والمنتفعين من هكذا مصائب.
** بعيداً عما يمثله نور بالنسبة لجمهور الاتحاد من قيمة ومن رمزية اكتسبها على مدى عقدين من الزمان ظل خلالها ملتصقاً بوجدان هذا الجمهور، ومن عادة العاشق ألاّ يرى عيوب معشوقه، وهنا قد تجد العذر لدهماء تويتر وما أدراك ما دهماء تويتر.
** غير أن الملاحظ هو أن الذين حولوا القضية الطبيعية إلى (زفّة)، وأحدثوا هذه الزحمة هم من (كذابي الزّفة) المنتمين بشكل أو بآخر إلى الإعلام، الذين دأبوا على الاصطياد في هذا النوع من المياه ولا يعنيهم إن كانوا على صواب أم على خطأ، القصد المكاسب!!.
** على سبيل المثال لا الحصر: كيف يمكن تفسير موقف الإعلامي الذي يصر على أن اللاعب فوق الشبهات وكأنه يخالطه المأكل والمشرب والمسكن، أو كأنه فوق مستوى البشر، أو الآخر الذي ينادي بكل وقاحة بأن نجومية اللاعب كفيلة وشفيعة له بممارسة ما شاء له ممارسته من المحظورات، بل (تبحبح) في موقفه العجيب - وليس الغريب - إلى درجة مناداة النشء بضرورة اتخاذه قدوة؟!!.
** لا أحد ينكر موهبة ونجومية محمد نور كلاعب ناد، ولكن هذا لا يحجب حقيقة أنه ظل من أكثر اللاعبين افتعالاً وارتكاباً للمشكلات داخل الملعب وخارجه، ومن أكثرهم سبباً في إثارة الجدل (الأخرق) عندما يتعلق الأمر بالمنتخب، فكلنا يعلم أن سجله مع المنتخب لا يسر ولا يشرف، وأن حضوره في هذا الجانب لا يتجاوز إشغال الأجهزة الفنية المتعاقبة للمنتخب من قِبل (كذابي الزفة) عند اعتماد كل تشكيلة : أين نور، لماذا نور، هاتوا نور، ودّوا نور، كل هذا رغم ثبوت فشله المتكرر في إثبات وجوده ولو بدرجة لاعب مجتهد، والتاريخ خير شاهد.. من هذا يتبيّن أن (زفّيفة) نور، سواء في الماضي أو الحاضر ما هم إلا طلاب سمعة رخيصة يغدقها عليهم دهماء (الكرة)، أما الانتصار لواجبات وحقوق المنتخب، أو الانتصار للقيم، فتلك شؤون لا تعنيهم من قريب أو بعيد، إِذْ كيف يمكن لمن فشل في تمثيل منتخب الوطن فشلاً ذريعاً أن يحظى بكل هذا الهيلمان الدعائي الزائف لمجرد أنه اختار إنهاء حياته الكروية بـ (فشيلة)؟!!.
** الخلاصة: مما تقدم، وبالأدلّة والبراهين، يتضح جليّاً أن ما يجري اليوم من مناحات، إنما هي ممارسات مبررة جداً.. ذلك أن الاختفاء الأبدي (للمُلهم)، وبالتالي نضوب ذلك المعين الدعائي الذي ظلوا ينهلون منه زمناً طويلاً، إنما تعتبر خسارة فادحة لا تعوض بالنسبة لهم.
** خلاصة الخلاصة: النجومية إن لم تشتمل على الركائز والمقومات المرعيّة والواجب توافرها في النجم بخلاف القدرة المهارية على دحرجة (الكرة)، فإنها تعتبر نجومية مزيفة لا يستحق صاحبها بأي حال من الأحوال أن يُبكى عليه إذا غادر بصرف النظر عن شكل ونوع السكة التي اختارها للمغادرة، ناهيك عن أن يوضع اعتباطاً في خانة القدوات.
المعنى:
(يداك أوكتا وفوك نفخ).