زكية إبراهيم الحجي
في الوقت الذي نسمع فيه وبشكل يومي سلسلة من الخطابات الإيرانية الداعية إلى التسامح والتعاون مع الجيران.. فإنّ الأذرع الإيرانية تستمر في بث رسائل السياسة الإيرانية القائمة على نشر ثقافة الكراهية وتوليد الفكر العدواني ضد العرب عامة وشعوب الخليج خاصة، إلى الحد الذي ينال من الثوابت وأعماق الخصوصية.. وترويج الأباطيل لتشويه السنّة وأئمتها والتطاول على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا ليس بغريب على نظام يتبنى فكراً سياسياً نهجه الهيمنة والغزو الديني لنشر التشيع الصفوي بأحقاده وشروره ومكائده.
حقيقة النوايا الإيرانية بشقيها السري والمعلن على استحياء من قِبل خامنئي وغيره من القيادات الإيرانية، تجسّده باختصار خطط نظرية استعمارية أشد خطراً من خطط الاستعمار الميكافيلي وهي التي تسمّى لديهم نظرية «أم القرى» فما هي نظرية «أم القرى» وما الهدف منها وما هي أبرز أبعادها.
نظرية أم القرى نظرية باطنية خبيثة.. وثمرة من ثمار مسمومة لتصدير الثورة الإيرانية.. منظِّرُها هو «محمد جواد لاريجاني» وُلد في مدينة النجف العراقية، وينتمي لأسرة عراقية من أصول إيرانية حاصل على الدكتوراه في الرياضيات والفيزياء من أمريكا.. وقد صاغ نظريته هذه ونظَّر لها وفق أبعاد دينية وبرؤية شيعية ثم تم تثبيتها من قِبل أحد الكتّاب الإيرانيين في كتاب اسمه «إيران والإمبراطورية الشيعية الموعودة»، معتبراً وكما يتوهّم أنّ إيران هي مركز العالم الإسلامي سياسياً ودينياً، وأنها مركز الوصاية والقيادة للعالم الإسلامي وهي من يصوغ العلاقات المتبادلة بين إيران والعالم العربي والإسلامي.. فهذا العالم، وكما يزعم، سيصبح في يوم ما بمثابة مقاطعات تدين بالسمع والطاعة للولي الفقيه الرافضي.. فبئس ما يخطط له هذا الفكر الرافضي المقيت المشبع بالكراهية والبغض لأهل السنّة المنتشرين في كل بقاع العالم.
إن مخاطر هذه النظرية متعددة ومتشعبة فهي لا تقف عند باب من أبواب التاريخ بل تلج كل الأبواب، لاسيما باب العقيدة المتلبسة بالسياسة، فصنعت بذلك مزيجاً يرتكز على المكر والخداع والتحريف.. وأنبتت أذرعاً سياسية متوحشة تمتد إلى كل زاوية جغرافية من زوايا الأرض العربية والإسلامية وتحت مسميات متلونة مخادعة.. مع تغذية ثقافة الكراهية من العرب السنّة ودعمها للميليشيات الرافضية الموالية لها كحزب الله في لبنان والميليشيات الحوثية والأحزاب الشيعية في العراق والنظام السوري والخلايا الإرهابية في البحرين.. ويستمر مسلسل التطاول العبثي لإيران ليطال المملكة العربية السعودية قلب العالم الإسلامي ورمز العروبة.. لكن الردع كان قوياً ومدوياً فقد أصابها سهم الحزم في عقر دارها لتدرك معنى العزم والحزم عندما ينطلق من المملكة العربية السعودية.
لقد اتضحت النوايا التي تكيلها إيران للعالم العربي والإسلامي ولم يعد نهجها وسياستها خافية على أحد.. سياسة قائمة على نشر المذهب الشيعي، من خلال التمويل وشراء العملاء في المناطق السنية وخلق نتوءات في خاصرة وقلب الدول المجاورة لها.. فإذا كان الإرهاب والتخريب هو وسيلة رئيسية للنظام الإيراني لتحقيق أهدافه، فإنه بالمقابل يعمد إلى إذكاء الحس الطائفي في المنطقة وبناء التحالفات على هذا الأساس لهذا، فالتاريخ الإيراني الاستفزازي هو الذي يجعل دول الخليج لا تثق مطلقاً بعلاقات سلمية مع إيران.