حمد بن عبدالله القاضي
* لا أعتقد أن هناك بلداً بحاجة لتوفير المياه مثل بلدنا.
نحن بلد بلا أنهار جارية أو أمطار كافية، فضلا عن ذلك نحن نسرف باستخدام الماء إسرافا كبيرا.
لا زلت أذكر مقولة قالها د/ غازي القصيبي رحمه الله عندما كان وزيراً للمياه، وأثناء لقائه بأعضاء مجلس الشورى حيث قال لنا من على منصة المجلس:
«لقلة المياه لدينا: لنعلن حالة الطوارئ للماء من أجل ترشيده!» .
إنني أخشى إذا ما أسرفنا بهدر الماء أن نضحي كأجدادنا رحّلاً نتنقل من منطقة إلى منطقة بحثاً عن الماء.!
ناهيكم أن الكثيرين لا يعرفون كم يكلّف تحلية «جالون» من المال العام وقد أصبحنا من أكثر الدول التي تعتمد على تحلية المياه، ولا فخر بذلك، بل إن بذلك هدراً لمواردنا الاقتصادية ولمالنا العام.
إنه لا بد من سن تنظيمات جديدة للترشيد، ولا بد من وجود أنظمة تحتوي على عقوبات رادعة لمن يهدرون المياه، أن تصاحبها حملات توعية مكثفة تستند على مركز ديني، ومنطلق وطني، وهدف اقتصادي.
أعرف أن وزارة المياه سابقا- والشركة الوطنية للمياه حاليا، بذلوا ويبذلون جهدا مشكورا في قضية ترشيد المياه، لكن المطلوب المزيد والمزيد، فالآن أصبح الترشيد ضرورة بمنازلنا وفنادقنا ومساجدنا، وسقيا مزارعنا، وكافة جوانب استخداماتنا.
أخيراً أختتم بأنموذج واحد للهدر بالفنادق، فنلاحظ زيادة بل مبالغة بتحلية المياه عبر محطات تكرير وتحلية المياه فيها.
وهذه المبالغة بالتحلية ينتج عنها:
1- رمي مئات الآلاف من لترات المياه من أجل الحصول على هذه التحلية المبالغ فيها
2- الإنسان عندما يستخدم الصابون في الفنادق ويريد أن يتخلص من آثار الصابون بيديه وجسده يستخدم كثيرا من الماء ليتخلص من آثار الصابون الذي يبقى- كالدسم باليد والجسم، لا يذهب إلا بكميات كبيرة من الماء، بل إن الإنسان «يبلش» لإزالة آثار «الصابون» الذي امتزج بالماء المحلى فيضطر لاستخدام أكبر قدر من الماء للفكاك منه!!، وهذا أنموذج واحد فقط ومثله العشرات.
أدعو شركة المياه للمبادرة إلى اجتراح المزيد من الأساليب والمراقبة والتنظيمات والأنظمة للحفاظ على أغلى ما في الوجود حفاظا عليه وتناغما مع الوضع الاقتصادي القادم، فقد يكون من الممكن مستقبلا توفير البلايين لتحلية المياه «فما يوم من أيام الربيع بدائم» كما يقول المثل.
=2=
قدرة الله وعجز العلم !
* لعل من حكم الله وقوع بعض الكوارث والتغيرات في هذا الكون ليدرك البعض قدرة الله.. وقصور العلم الحديث مهما بلغ فهو الع يظل عاجزا ومندهشاً أمام إرادة الله ومشيئته في هذا الكون.. وكم أعجبني الأستاذ الدكتور محمد سيد المسير رئيس قسم العقيدة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر عندما كتب معلقاً على (( الزلازل )) التي تضرب الأرض والبلدان قائلاً :
(إن هناك مفتونين بالعلم الحديث يتصورون أن كل شيء واقع تحت المجهر، ويمكن معالجته داخل المعمل.. ومع تقديرنا للعلم والبحث العلمي إلا أن المؤمن يؤمن بأن قدرة الله فوق كل قدرة وعلمه فوق كل ذي علم . وما زالت هناك مجهولات من حقائق الكون لم يصل إليها الإنسان بعد.. فلا أحد يستطيع أن يرصد أو يتنبأ تحديد موقع وتوقيت ومساحة وأثر الزلزال ! وهذا بالتالي يدفعنا إلى التسليم والتأكيد على قدرة الله وقوته وقهره لعباده . ولهذا يقول تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}.
=3=
آخر الجداول
* للشاعر عبدالله عبدالرحمن الزيد:
قفا ودّعا نجدا فبي مثل ما به
وفيه الذي يشقى وفيه الذي أهوى
وفيه الذي إن ضاقت الأرض عن دمي
تذلّل حتى صار أندى من النجوى
وفيه الذي إن غاب عن خاطر المنى فلا
الأرض كل الأرض تهدي لي السلوى