د. عبدالواحد الحميد
بقدر ما يسعد المواطنون بمشاريع البنية التحتية التي يتم تنفيذها في مدن وقرى المملكة وبقدر احتمالهم للمتاعب التي يتسبب فيها تنفيذ تلك المشاريع، بما في ذلك الزحمة الخانقة جداً في الشوارع، فإن مما يزعجهم اللا مبالاة التي تمارسها بعض الشركات المنفذة سواء أثناء التنفيذ أو بعده.
بعض شركات المقاولات لا تهتم بإجراءات السلامة أثناء تنفيذها للمشاريع وتتسبب في وقوع حوادث خطيرة يموت فيها الناس وتتعرض ممتلكاتهم للضياع أو الخسارة، وهناك الكثير من الأمثلة التي وثَّقتها وسائل الإعلام.
لكن المزعج - بشكل أكثر تحديداً - هو ما يلاحظه الجميع من إهمال بعض الشركات لمواقع العمل بعد تنفيذ المشاريع وتركها في حالة يرثى لها. فبعض الشوارع التي قد تكون في حالة جيدة من السفلته والإنارة تتعرض لما يشبه التدمير بعد تنفيذ أي مشروع جديد آخر!
بعض شركات المقاولات المنفذة لمشاريع تصريف المياة أو تمديد الكهرباء تحفر الطرق وتسد الشوارع ويتحمّلها الناس لأشهر طويلة من المعاناة المريرة، وعندما تنتهي من تنفيذ مشاريعها تقوم بدفن ما حفرته على عجل وتسفلت الأجزاء التي حفرتها بطريقة مرتجلة، ثم تغادر المكان!
لهذه الأسباب نجد أن شوارع مدينة كالرياض مُحفَّرة رغم توالي مشاريع السفلتة! فأمانة الرياض تسفلت الشوارع وتبني الأرصفة وتقيم أحواض الزهور، وشركات المقاولات تعيث تدميراً وتُعيد الشوارع إلى حالتها قبل تنفيذ مشاريع السفلته. وهذا يحدث في المدن الأخرى مثلما يحدث في الرياض.
هذا الهدر المالي الفظيع الذي يحدث بسبب بعض شركات المقاولات والذي تتكبده الدولة من ميزانيتها يرى بعض المواطنين أنه متعمد لأن هناك - برأيهم - من يتكسّب من إعادة السفلته وإصلاح التشويهات التي تحدث للشوارع بعد تنفيذ أي مشروع من مشروعات البنية التحتية.
لا نريد أن نصدق هذه الأحكام التي يطلقها بعض المواطنين المستائين مما تفعله بعض شركات المقاولات، ولا نقول إن جميع تلك الشركات تفعل ذلك، لكن ما يحدث في شوارع مدننا وقرانا غير مقبول وقد كان موضع اهتمام الصحافة ووسائل الإعلام منذ زمن طويل لكنه يصبح الآن أكثر إلحاحاً إذا كنا نتحدث عن الترشيد وعن ظروف الميزانية الجديدة.
يجب على أمانات وبلديات المدن والقرى في جميع أنحاء المملكة متابعة ومحاسبة هذه الشركات التي تدمر وتشوّه الشوارع بعد تنفيذها لأي مشروع، ويستطيع المسؤولون في تلك الأمانات والبلديات التأكد مما تكتبه الصحافة وتنشره وسائل الإعلام عن أحوال الشوارع من خلال جولة سريعة فيها.