علي الخزيم
عنوان تلتقطه العين المُتَصفّحة لآخر الأخبار؛ فقد تجده بعض العيون أمراً لا يدعو للانتباه إليه كثيراً إذ أنه لا يتعلق بحدث مُدَوٍ أو إجراء يَمُسّ المصالح الحياتية اليومية، غير أن عيوناً ستركز عليه باعتباره شأناً إنسانياً يلزم التوقف عنده والإحاطة بآثاره الإيجابية المستقبلية على الفئات المستفيدة المستهدفة، ومن تلكم الأخبار ما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية من الشركات والمؤسسات الأهلية وكذلك المنشآت الحكومية، ولتقريب الصورة فالمثال المُخْتَار والعنوان الذي وقعت عليه عيني مؤخراً أثناء التصفح الصباحي المعتاد هو: (مركز الشيخ صالح الراجحي لمعالجة الاعتلال السُّكّرِي في العين) داخل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، بتكلفة قدرها 40 مليون ريال، ووُصِف بأنه إضافة مميزة لمنظومة العمل الصحي بالمملكة، (واصِفَه أنا) بأنه علامة مميزة للعمل الإنساني المُجْتَمعي الذي يُحققه (تخصصي العيون) بقيادة المشرف العام (البروفيسور) عبدالإله الطويرقي رائد النجاح بالمستشفى الذي نقله إلى العالمية ولا زال في صعود مستمر متألقاً بين المؤسسات والمستشفيات العالمية المماثلة.. ومن الأمانة هنا الإشادة بجهود معالي وزير الصحة والإدارات المعنية بها في التعاون بهذا المجال، فالمؤسسات الخيرية والشركات المانحة ترصد المبالغ برحابة صدر وإخلاص النية للخير، لكن أين العقل النشط الحاذق المُبَادر لاقتناص الفرصة واجتذابها إلى محيطه العملي خدمة لأخيه الإنسان المحتاج لمنتجاتها وثمارها الخيرية الإنسانية، وهو ما أقدم عليه مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون باستقطاب مثل هذه المشروعات الخيرية بشعور نبيل خَلاق، ونظرة إنسانية راقية تدعمها الثقة بالنفس والإحساس العميق بِعِظَم المسؤولية والتفاني لإرضاء هذا الطموح القيادي المِقْدَام، بشجاعة الوطني الصادق الذي ينشد الخير لغيره بأكثر مما يَجْلُبه لنفسه، هنا تبرز روح القيادة والإخلاص بالنوايا والعمل، مما يستحق معه المسؤول أن يُشار إليه بالمحافل والمجالس، وكمثال يُحتذى حين يَجْرِى قلم الكاتب ولسان المتحدث، ولَعَمْري أن هذا من باب إعطاء كل ذي حق حقه والاعتراف بإنجازات المُخلصين، وليكونوا قدوة لمن لا زال يحبو نحو المجد، وغيره في المضمار يركض ويعدو.
خذ مثالاً آخر للالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، حيث نجحت الشركة السعودية للكهرباء، بتدريب أكثر من 3 آلاف طالب على مهارات وطرق عمليات منع ومكافحة الحرائق، وعمليات الإخلاء والسلامة الشخصية خلال الحوادث، بعدد من المدارس في مناطق المملكة مدعومة بكفاءات وطنية عالمية ذات خبرة كبيرة بأحدث التقنيات الخاصة بأنظمة الحرائق والأنظمة الأمنية؛ وذلك في إطار برنامجها الهادف لخدمة وتنمية وتوعية المجتمع.
فهناك ضمائر وقلوب محبة للعمل الإنساني تجاه المجتمع، فردية وأخرى تمثل القطاع الأهلي الذي يُؤمل منه التظافر مع الجهد الرسمي لرسم البهجة وملامح السعادة بين من ينتظرون من الجميع مثل هذه المبادرات الخَيّرة. بنوك وشركات كبرى ومؤسسات تجارية وغيرها (بعضها) تجني مكاسب طائلة وأرباحاً خيالية، في ظل أنظمة شَجّعتها ودعمتها وأتاحت لها هذه الفرص الثمينة، غير أنها لا تبادر بتقديم ولو جزء يسير من فُتات أرباحها وتخصيصه لأعمال (المسؤولية الاجتماعية)، بادروا ولن تندموا.