علي الخزيم
الاثنين 14/ 12/ 2015 كان شباب المملكة ومُحِبّو كرة القدم يستمتعون بعدد من اللقاءات التنافسية كمباراة الهلال وهجر والنصر مع الاتحاد، وغيرها من المقابلات المثيرة، استمتع الفتيان بالملاعب والمشاهدون بمنازلهم، وأمضوا بقية السهرة في نقاشات وتحليلات، ولا غرابة فقد ظهر لدينا مفهوم المحلل الشامل الذي يُصرّ على أنه يَفْهم في كل ما يطرح بالمجالس والمنتديات وأن لديه العلم اليقين، وهذا لا يشمل من يُدْلون برأيهم دون ادّعاء وتقمّص عقلية الخبير الفَذّ، ومع سويعات الفجر أتحفنا أحد مراسلي الصحف المحلية بخبر جاذب بعنوانه ومُلْفت يدعو للتأمل الممزوج بالفخر والاعتزاز بقياداتنا الحكيمة وبقواتنا المسلحة التي تذود عن حدود بلادنا الجنوبية، وهو كالتالي: ( يحموننا ونحن نلعب - أثناء إقامة مباراتيْ الهلال وهجر، والنصر والاتحاد - مَلْحَمة الربوعة تنتهي بمقتل 115 من (قوات صالح والحوثي)، وجاء بالخبر: تمكنت القوات المشتركة من صدّ حشود بشرية لمقاتلي الحوثيين في قرية الربوعة الحدودية التابعة إدارياً لمنطقة عسير، حيث تكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية بلغت 115 قتيلاً، مساء الاثنين 14 - ديسمبر، بينما كان مئات الآلاف من السعوديين يشاهدون المباراتين.
سرني أن أقرأ لمحرر يجيد التلميح واقتناص نظر القارئ ولفت انتباهه لأمر قد غاب عن باله وسط انغماسنا بالترفيه ولذة العيش والملابس الصوفية والفِراء الدافئة بالملعب كجمهور مُتفرج، وبقرب المدافئ مع مشروبات ساخنة كان مزاجها زنجبيلاً بالمنازل، ما أنسانا هؤلاء الأبطال المحاربين من كل القطاعات دفاعاً عن حياض الوطن وكرامة المواطن وصيانة الدين والعرض والمقدرات والمكتسبات الوطنية، في زمهرير البرد والمطر وبين الجبال وما تضمّه من آفات وقوارص وزواحف ووحوش، ناهيك عن تلك الوحوش البشرية المُتَربصة ممن خُدِعوا بدعاوى باطلة وزَوّدهم الأفاكون بصكوك الغفران ومفاتيح لدخول الجنة، أنعم وأكرم بأبطال الوطن، وبمن يُقَدرّ جهودهم وإقدامهم نحو النصر أو الشهادة بعون الله وفضله عليهم.
ومن المؤلم أن تسمع في بعض المجالس من يهذي (دون وعي) بتكرار أباطيل مُغرضين مُنْدسّين بمواقع وحسابات مشبوهة معادية لإنجازات العرب والمسلمين فينساقون (جهلاً منهم) خلفها وقد غاب عنهم ما تَرْمي إليه من تضليل، وقد يقرأ البعض لأسماء كانت معروفة إلى حد ما في أوساطنا الإعلامية في فترات مضت ثم تحوّلت بجاذبية الدولار إلى أبواق و(زُمّيرات) تنعق لصالح أجندات إقليمية تلهث وتُجْهد نفسها في محاولات يائسة لهز مكانة السعودية بصورة خاصة ثم بقية الدول العربية، فهذه الجهات المُمْعِنة بِغَيّها لا يهدأ لها بال وهي تشاهد وتسمع ما تحققه مملكة الإنسانية بقيادة الحزم والعزم من إنجازات على شتى الصّعد الإقليمية والدولية، الأمر الذي جعلها تتلقى مزيداً من الصفعات وخيبات الأمل وإحباط مآربها ومخططاتها العدوانية في اتجاهات متعددة، والعجيب أن من تلك الأبواق من كان يلهث نحو وظيفة بالمملكة حتى إذا ما حصل عليها ونَبَتَ ريشه واكتنز جيبه، غادر مُلْقِياً التهم ونافثاً الأباطيل في توجّه تحدوه الغيرة والخيانة وممالأة أعداء يشحذون قلمه ولسانه بمزيد من (الشيكات الدولارية).