إبراهيم السماعيل
لن أخوض في حيثيات أحكام الإعدام التي أصدرها القضاء السعودي قبل أيام بشأن المدانين بالإرهاب والتحريض عليه فهذا شأنٌ يخص المحاكم وذوي المحكومين الذين بالمناسبة تابعوا محاكمات ذويهم، وكذلك يخص أهل الاختصاص في القانون والشريعة، مع اقتناعي التام أن السعودية وفرت للمتهمين محاكمةً عادلة لا تستطيع إيران توفير ولو جزء بسيط منها لمن تعدمهم أسبوعياً وهم بالعشرات من أهل السنة على مشانق الرافعات بتهمٍ واهية وبمحاكمات شكلية وكل هذه الإعدامات تمت على مرأى ومسمع من العالم كله وهي موثقة بالصوت والصورة ولم يحرك كل هذا ضمير العالم.
لكن لا يمكنني إطلاقاً أن أتجاوز حالة السُعار التي انتابت النظام الإيراني وعملائه وإعلامه في المنطقة، لذلك لابد من وقفة تأمل ومحاولة تفسير هذه الحالة الهستيرية ومعرفة دوافعها، حيث إن حالة السُعار والهستيريا في المعسكر الفارسي الأقلوي الآن مشابهة لحالته عندما تحركت السعودية في اليمن عسكرياً للتصدي للعدوان الفارسي على هذا البلد الذي بات يهدد أمن السعودية ودول الخليج العربي تهديداً مباشراً.
إن الوضع متشابه في الحالتين فمن تحركت السعودية ضدهم في اليمن هم عملاء وأدوات إيران فيه، وكذلك هو الحال مع بعض المدانين بأحكام الإعدام الأخيرة، لذلك فإن هذا هو السبب الحقيقي وراء حالة السعار والهستريا هكذا بكل بساطة فالصراخ على قدر الألم، ولا ننسى موقف السعودية الثابت في دعم الشعب السوري ضد الاحتلال الفارسي وقبله موقفها في التصدي لمحاولات الفرس التخريبية في البحرين كل هذه الحالات المتشابهة والتي دائماً ما تكون السعودية فيها مدافعةً عن الأمة العربية في وجه الأطماع الفارسية نسمع نفس الصراخ والهستيريا والكذب والدجل خصوصاً من أذناب الفرس لدينا والذين أصبحوا فارسيين أكثر من الفرس أنفسهم لدوافع طائفية قصيرة النظر وربطوا مصيرهم مع المشروع الفارسي وقطعوا كل خطوط العودة إلى محيطهم العربي والإسلامي.
لابد أن نعترف أن المملكة العربية السعودية أصبحت رأس الحربة العربي والإسلامي في مقاومة المشروع الفارسي الفتنوي التخريبي والمدمر في المنطقة (بعد إهداء الأمريكان العراق للفرس وانشغال أو إشغال مصر عن ممارسة دورها القيادي الطبيعي في المنطقة) والذي يتكئ بشكل أساس على بعض الأقليات الشيعية في المنطقة للأسف وبعض المغفلين من العرب السنة الذين خدعتهم شعارات إيران الجوفاء أو أموال إيران، هذه الشعارات الجوفاء التي ترددها إيران يُكذبها الواقع وممارسات إيران الفتنوية الطائفية في المنطقة، فإذا كان الشعب السوري بغالبيته العظمى يسمى إرهابيين لدى الفرس وعملاء الفرس في البحرين وبعض دول الخليج العربي تسميهم إيران شعباً وإذا كان بشار المجرم ومن باع ما يفترض أن يكون وطنه للفرس ومن بعدها الروس يسمى السيد الرئيس المقاوم، وإذا كان الإرهابي المجرم حسن نصرالله يسمى سماحة السيد وبعض الإرهابيين الطائفيين تطلق عليهم إيران لقب الشيخ والعالم فلكم أن تتخيلوا حجم الدجل والكذب لدى معسكر الإرهاب والإجرام والحقد الطائفي الفارسي هذا.
فلم يشتعل العراق ولا سوريا ولا اليمن ولا لبنان ولا بعض دول الخليج العربي بالحرائق الطائفية وبهذا الكم الهائل من الإجرام والكراهية إلا بفضل تخطيط ودعم وتمويل وقيادة الفرس لهذه الحرائق وهذه الجرائم الطائفية التي يمارسها الفرس بالوكالة عن طريق عملائهم وأحياناً بطرق مباشرة، فكل ما يجري على الساحة العربية في هذه الدول وربما في غيرها من دول المغرب العربي وأفريقيا (نيجيريا على سبيل المثال) بشكل أقل نجد أن المُخطِط والمموِل والمثير لكل هذه الفتن والمستفيد منها هي إيران في ظل ضعف واضح من الدول المستهدَفة وسكوت وتواطؤ غربي أوضح مع المشروع الفارسي.
إذاً فالمملكة العربية السعودية في حالة حرب حقيقية مع إيران وعملائها في كل الوطن العربي تقريباً وهذا أيضاً يفسر حالة الجنون والهستيريا التي اجتاحت إيران وأذنابها في المنطقة.
إن قرار السعودية الشجاع بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران والذي طال انتظاره إنما أتى بعدما طفح الكيل من ممارسات إيران العدوانية والفتنوية والتي أصبحت علنية الآن بعد حوادث الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد والتي تمت بتخطيط وتوجيه من الحرس الثوري الإيراني.
الخلاصة
إن إيران لا يمكن أن تكون دولة بالمعنى الحرفي للكلمة إنما هي أكبر مصنَع في العالم لصناعة وتصدير الإرهاب تحت مسمى تصدير الثورة والذي أعلنته إيران منذ بداية ثورتها المشؤومة والذي هو في الواقع تصدير للإرهاب والفتن الطائفية ليس للدول العربية فقط بل لكل العالم الإسلامي بمخطط واضح المعالم سببه الوحيد هو الحقد الفارسي التاريخي ورغبة الانتقام من العرب خصوصاً ومن الإسلام بشكلٍ عام، وكذلك هو حال العصابة الحاكمة في دمشق التي يضُج تاريخها إرهاباً وإجراماً وطائفيةً والتي سلمت سوريا عملياً لإيران وأذنابها الطائفيين بعد أن فشلت في ترهيب الشعب السوري وعندما اقتربت هزيمة إيران وعملائها في سوريا هرول الأسد مسرعاً للروس طالباً منهم التدخل لإنقاذه وإنقاذ عصابته من هزيمةٍ ماحقة وكان له ما أراد مقابل تولي الروس زمام الأمور كاملة في سوريا للدفاع عما تزعُم روسيا أنه مصالحها في المقام الأول وللحفاظ على هذه العصابة بشكلٍ مؤقت ثانياً.