فاطمة العتيبي
لن ننسى من ارتفعت روحه إلى السماء شهيداً كي نعيش نحن آمنين على الأرض..
لن ننسى الغدر والخيانة والأخذ غيلة لرجال أمن يؤدون واجبهم الوطني في حماية أمن المواطنين والمقيمين!
لن ننسى الطفولة المخنوقة بعبراتها وأحزانها وهي تتلفت تبحث عن رائحة الأب الغائب الذي خرج ببدلته العسكرية ولم يعد! بقي كرسيه وطبقه وملعقته ومكانه أمام التلفزيون ولحافه ومقود سيارته، كلها بقيت صامتة تبعث بأسئلة حارقة في لجة الفقد البارد، أين ذهب ومتى يعود؟؟
لن ننسى الأبرياء الذين استشهدوا، ولن ننسى الرعب والخوف الذي جثم على قلوبنا سنوات وصليل التحريض يدوي في شرق البلاد وجنوبها وغربها وشمالها ووسطها، كل جهة من البلاد ذاقت لوعة من خيانة وعاشرت وجعاً من غدر، من بعض بنيها المارقين الضالين المفسدين في الأرض، فكان يوم السبت الأبيض 22- 3-1437هـ يوماً مشهوداً للحرب على الإرهاب، غسل عن أكبد الأمهات مرارة الثكل وعن الزوجات وهن الترمل وعن الصغار حزن اليتم البارد!
ومنح كل مواطن ومقيم شعوراً بالعزة والقوة والمنعة تسللت لقلوبهم مثل النسيم البارد العليل الذي يمنحهم طمأنينة في وطن آمن ودولة ماضية في مهابتها وشدة قبضتها.
صباح السبت الأبيض جعلنا جميعاً نردد مع أمل دنقل:
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
لا تصالحْ
لا تصالحْ