سعد الدوسري
افتتح الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض فعاليات أسبوع النزيل الخليجي الموحّد الرابع الذي استمر لأربعة أيَّام تحت شعار «معاً لتحقيق الإصلاح» بمركز غرناطة التجاري، وهي مبادرة جميلة، أتاحت الفرصة للجمهور لكي يتعرّفوا على برامج إصلاح السجناء في أجواء السوق الممتعة، فمعظمنا يهاب فكرة أن يزور السجن، وأن يحتك بالسجناء، وذلك لأن الفكرة التقليدية للسجين، هي أنه سفاح دموي، يفترس كل من هو أمامه. وهذه الفكرة كرّستها ثقافة المجتمع عامة، ووسائل الإعلام خاصة. ويستطيع أي منكم الرجوع إلى الأرشيف المرئي، من خلال الأجهزة الذكية، ليستعرض كيف تكرّس الأفلام والمسلسلات مثل هذه الصورة عن السجين.
الخطوة الأهم، التي ننتظرها من الإدارة العامة للسجون، هي مبادرات جديدة لكسر الحاجز الوهمي بين السجين وبين المجتمع، وخلق قنوات للتواصل فيما بينهم، وذلك لجعلهم جزءاً من الفعاليات الاجتماعية، ولجعل فترة العقوبة التي يقضونها، فترة إيجابية تسهم في عملية الإصلاح المأمولة، والتي نتطلع جميعاً إلى أن تجعل السجين يتحوّل من حالة الخطأ إلى جادة الصواب.
إن إغراق السجناء بالأحكام الجاهزة، بأنهم خطر على المجتمع، وبأنهم يجب أن يعيشوا أبشع درجات العقاب في السجن، وبأنهم يجب أن يظلوا معزولين عن المجتمع، حتى بعد الإفراج عنهم، هو ما جعل وصف «خريج السجون»، واحداً من الصفات التي نحب أن نصفها بهم.