فهد بن جليد
برأيي أن أفضل من قدم (وصفة حلول) لمُكافحة البطالة هو الراحل غازي القصيبي -رحمه الله- عندما حذّر من الانحراف في الخيال والتمني لحل هذه المُشكلة، أو الإغراق في التفاؤل مُطالباً بضرورة الحديث عمّا هو أمامنا من واقع، وما يجب علينا فعله من خطوات!.
في كل مرة تُشكل (البطالة) عبئاً على وزارة العمل، وفي كل مرة أيضاً تقدم الوزارة حلولاً وقتية وخجولة لا تحسم المسألة، الأرقام تكبر يوماً بعد آخر، مما يعني بشكل بديهي أن الحلول كذلك تصعب يوماً بعد آخر؟!.
مع مغيب شمس هذا اليوم (الخميس 31 ديسمبر) يصبح عام 2015 م هو أكثر عام تم فيه توظيف (السعوديين والسعوديات) في القطاع الخاص، عندما ألحقت وزارة العمل (251.02 ألف) مواطن ومواطنة بوظائف جديدة، حسب ما ذكره الأخ العزيز، والأستاذ القدير إبراهيم آل معيقل مدير صندوق الموارد البشرية، مؤكداً أن من تم توظيفهم هذا العام فقط يعادلون 33% ممن تم توظيفهم على مدى 5 سنوات؟!.
طبعاً من لم يلتق الأستاذ إبراهيم (من قبل) فاته الكثير، فالرجل للأمانة مدرسة في الأخلاق والتنظيم والتنظير والأخيرة برأيي هي مشكلة (كُل من يتعاملون مع ملف البطالة)، مدير صندوق الموارد البشرية أتنبأ له (مُستقبلاً) بالمزيد من النجاحات، ولكنني لا أتفق معه في الكثير من أفكاره التي هي انعكاس بطبيعة الحال لأفكار ورؤى (الصندوق) مُنذ خطوات (حافز الأولى)، ولعلي هنا أذكر أول يوم زرت فيه الأستاذ إبراهيم في مكتبه، لأشعر حينها بأن اللقاء مع (وزير العمل) أسهل بكثير من الفوز بلقاء المسؤول عن حافز؟!.
السؤال هل الأرقام أعلاه حقيقية؟ بمعنى هل هي وظائف دائمة للشباب والشابات (المؤهلين والمُدربين) فعلاً؟ أم أنها وظائف مؤقتة وستعود الأرقام المُتسربة إلى حظيرة (البطالة) من جديد؟ بمعنى من خرج مع الباب عاد من الشباك؟!.
لا أعرف لماذا نُصر على توظيف الشباب في وظائف نعلم أنها مؤقتة، ولا نُمكنهم من امتلاك هذه الوظائف بالتكلفة ذاتها؟!.
ثقافتنا لا تؤمن بوجود (وظيفة مضمونة) في القطاع الخاص، في المقابل الكُل يشجع الشاب على البدء بمشروع خاص، مما يعني أن ما نحتاجه اليوم هو تمكين وتشجيع هؤلاء الشباب ودعمهم بالقوانين والتسهيلات اللازمة، ليحلوا في السوق محل (غير السعوديين) بالفعل، وعندها تتحقق مُعادلة التمكين المستدام في القطاع الخاص، بدلاً من التوظيف المؤقت فيه!.
إذا ما كان الحل أصلاً عند القطاع الخاص؟!.
انتهت المساحة ولم تنته القصة, وعلى دروب الخير نلتقي.