فهد بن جليد
في الغرب لا يهم نوع (ساعة اليد) التي تحملها في معصمك، بقدر ما يعنيهم مدى احترامك (لعقاربها)، بينما في عالمنا العربي كثيرون لا يهتمون لما تعنيه (عقارب الساعة) بقدر دلالات الماركة؟!.
ثمن الساعة لا يؤثر في ضبط الوقت عند هؤلاء فحسب، بل إن هناك من قد يحترم موعدك حسب ماركة ساعتك، قبل نحو 3 سنوات أهداني أحد الأصدقاء الخليجيون (ساعة يد)، عرفت فيما بعد أنها ماركة (باهظة الثمن)، ارتديتها عدة مرات وكشخت بها، حتى شعرت أن وقتي أصبح له أهمية عند البعض مع هذه الماركة الثمينة، ولكن بسبب (ثقلها) سرعان ما مللت منها، خصوصاً عندما توقفت بطاريتها عن العمل، وقيل لي إنه يجب أن أتجه (للوكيل) حتى لا أفقد الضمان، وللأمانة لا أعرف أين اختفت، بعدما علمت أن فاتورة صيانتها، تعادل قيمة (ساعة جديدة)!.
عدت لأرتدي ساعة (يد خفيفة) على طريقة (قديمك نديمك)، اشتريتها من أحد الأسواق الشعبية بجدة قبل عدة سنوات، وما زالت تعمل بكفاءة عالية، ولا تحتاج مني سوى (تغيير البطارية) بأقل من 10 ريالات كل سنة تقريباً؟!.
لا أعرف هل الهدف من شراء (ساعة اليد) معرفة (الوقت) فعلاً، أم كونها من مُتطلبات الأناقة، كون ماركة ونوع الساعة، وقيمتها، تعكس أهميتنا كما يفعل (رواد الموضة) من المذيعين والفنانين على الشاشات العربية، حتى أنك قد تُصاب بالصداع، مع كثرة تحريك أحدهم (ليده)، لتظهر ساعته، أمام الكاميرات؟!.
البريطانيون يُفكرون في إحالة ساعة (بيج بن) الشهيرة إلى التقاعد، بسبب ارتفاع فاتورة (صيانتها)، كونها بحاجة إلى ترميم، بتكلفة (60 مليون دولار)، حتى تستمر دقيقة ومنتظمة لمدة (ثلاث سنوات) قادمة فقط، البرلمان البريطاني يدرس (القرار الصعب) كون الساعة ستحتاج (مبالغ أكثر) في المستقبل، رغم صعوبة الاستغناء عنها، ودلالات بقاء الساعة العالمية الأشهر في الخدمة؟!.
هذا الأمر يضعنا في مقارنة حول أيهما أهم (المال أم الوقت)؟!.
برأيي أن المال أهم أحياناً، لأن الناس في الحقيقة تضبط الوقت حتى تحافظ على المال، وهو ما قد يُفسر الاهتمام بنوع الساعة وماركتها عند البعض، ولكن مصير (بيج بن) التاريخي، سيحسم المسألة قريباً!.
وعلى دروب الخير نلتقي.