د. خيرية السقاف
في فم الصغير كلام، يجيء ثم يذهب،..
يتفحص وجه أمه أيقول ما عنده، أو يمتنع..؟
تنبهت أمه المستغرقة في متابعة برنامج «نور» وهي تسجل فيه خطة دروسها..
سألته أن يقترب..
ألحت عليه أن يفضي بما عنده..
كانت أول جملة يصدرها سؤالاً وجهه إليها بسرعة، وجدية ووضوح:
طالباتك أهم مني عندك..؟!
بكل تأكيد لا، ولكن مثلك يكون واجبي نحوهن..
أردف : أنا ابنك
قالت: هن أيضاً بناتي،
لكن، هناك اختلاف يا صغيري، أنت ابني فلذتي، من رزقني الله، وخصني بك،
أما هن فلهن أمهاتهن،
أنا مسؤولة عن كل شيء يخصك، تربيتك، وغذائك، وسعادتك و...و.. وذهبت تسرد، وهو يستمع
فجأة قال لها:
عرَّفني أستاذي في الفصل أنني ابنه، وقال لي: إن الفرق بيني وبين ابنه تماماً كما قلت أنت،
معنى هذا أنكما تتمان الدور، أنت مع طالباتك، وهو معنا طلابه،
يعني يا أمي أن لا فرق بين المعلم، والمعلمة، وبين الأهل، الأم، والأب..!!
قالت له وهي تضمه:
وهل تحب معلمك مثلي.؟!
تبسم وقال: أحرجتني يا أمي..
وهما يتضاحكان، كتبت هي في خطتها هدفاً آخر، صاغته مما قال ابنها.
وذهبت أنا أقول:
إن مثل هذا المعلم، وهذه الأم ينبغي أن يكون المعلمون جميعهم، والأمهات جميعهن..!!