مهدي العبار العنزي
ماهي أهمية التحالف الإسلامي؟
لا شك أن تجربة دمج وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي كان لها رؤية إستراتيجية مهمة في محاولة لبناء مسار تعليمي واحد وخط إنتاجي واحد لأبناء وبنات هذا الوطن من مرحلة الروضة إلى مرحلة الجامعة، وبهدف تنسيق جهود الوزارتين في وزارة واحدة، ولكن بعد أشهر طويلة جدًا تكشفت صعوبة المهمة، وتولدت
مشكلات عديدة لم تكن موجودة سابقًا، كما جاء اهتمام الوزارةأتى التحالف الإسلامي في وقته المناسب، سيما وأن أعداء الإسلام يتربصون بهم من كل جانب، ويبحثون عن الفرصة التي من خلالها يتغلغلون في جسد الأمة.
من أهم الفوائد التي ستجنيها شعوب الأمة الإسلامية من وراء هذا التحالف؛ اجتماع الصفوف وتوحيد الكلمة والأفكار، تحقيق الأهداف والغايات المرجوة من وراء ذلك الهدف النبيل، ردع المعتدي ومحاربة التطرف ووأد الإرهاب الذي أصبح كالسرطان الذي ينخر في جسد الأمة ووصل إلى مراحل الخطورة. مسح الفكر الضال من الخارطة الإسلامية، الدفاع عن الحقوق المشروعة والمسلوبة ومحاربة كل من يحاول تشويه صورة الإسلام الصحيح، عدم الاعتماد على قوى خارجية لم تكن في أي يوم من الأيام مع قضايا المسلمين، رفض كل أنواع التدخل الأجنبي في الدول الإسلامية وحل قضاياها، حل النزاعات والخلافات بين الأحزاب في الدول الإسلامية سياسياً، البحث عن سبل التوافق والإصلاح، إمداد الدول الإسلامية التي تكثر فيها بؤر الإرهاب مادياً وعسكريا ولوجستياً، معالجة الفكر الضال فكرياً وأمنياً، تجفيف منابع الإرهاب وقطع الإمدادات التي تصل إليها وتغذيها.
سينجح التحالف إذا ما أرادت الدول المتحالفة تطبيق كل البنود المتفق عليها، كتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي لتقوم بمهامها بالشكل المطلوب، حفظ أسرار العمل العسكري وعدم إفشاء أي معلومة قد يستفيد منها الأعداء، العمل الجاد مع المنظمات والهيئات الدولية، أن يكون العمل شورى بين دول التحالف لاتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية، العمل مع بعضهم البعض من خلال خندق واحد والتخلي عن المذهبية والطائفية والحزبية. تسخير وسائل الإعلام بجميع اللغات لكشف الحقائق وقطع الطريق على كل من يحاول الاصطياد بالماء العكر وإشعال الفتنة.
لضمان استمرارية التحالف بالشكل المأمول يجب على الدول المتحالفة، احترام وجهات النظر وتقبل الآخر، تسوية كافة النزاعات والخلافات التي تعصف بهم والتنازل عن كل ماشابها، الوفاء بالعهود وحسن النوايا وصدق التوجه والاستشعار بأن قضايا المسلمين كل لا يتجزأ وأن يعترف الجميع بأن مصيرهم واحد وأن الخطر الذي يهدد أي بلد إسلامي يهددهم جميعاً دون استثناء.
على أي حال، يقال إن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا، هل يتفق المسلمون على أن يتفقوا؟