مهدي العبار العنزي
مؤلم جدا أن تزهق أرواح بريئة في شوارعنا وفي الطرق السريعة وفي النهاية تصطدم بأن ماحدث قضاء وقدر وأنه مقدر ومكتوب! نعم نحن مسلمين ونؤمن بالقضاء والقدر ونؤمن أيضا أن المتسببين به تجردوا من روح ضبط النفس وبدأوا يمارسون هواية المطاردات وكأنهم يقومون بتجسيد
أفلام بوليسية تمثل الرعب والمطارات في الشوارع والتي تخلف الدمار والخراب.
بالرغم أن شوارع المملكة واسعة مقارنة بدول متقدمة إلا أن هؤلاء تسببوا لكثير من الأسر السعودية أو من يقيم على ثرى هذه البلاد الطاهرة بفقد ابن أو بنت لها بسبب حادث مروري ! أرقام فاقت التصورات والإحصاءات حتى أن من يثبت من خلال دراسة ميدانية تقول إن الوفيات من الحوادث المرورية في المملكة فاقت أعداد من يقتلون في الحروب وأثبتت الدراسة أنه مايقارب من عشرين شخصا يموتون يوميا بالإضافة إلى 5600 مصاب كل يوم وهذا الرقم المخيف يكلف الدولة أكثر من 16 مليارا سنويا هذا علاوة على ما يخسره المواطن الذي تعرض للحادث ومازلنا نتفرج دون إيجاد نظام يجرم ويطبق بحق من استهتر في حياة الناس لا أحد ينكر أن الحوادث المرورية خلفت ذاكرة دامية لكثير من الأسر وقلبت أفراحهم إلى أتراح وأحزان وأدخلت الحسرة في نفوسهم لفقد عزيز وقد اكتويت شخصيا بذلك وذهبت ابنتي يرحمها الله وخلفت أربعة أطفال ولد وثلاث بنات ينادون كل يوم أين أمي؟ وكأن لسان حالهم يقول ما ذنبنا نعيش بدون أم ؟ إنها حقا مصائب وصل بها الأمر أحيانا إلى وفاة أسرة بكاملها ولا حول ولا قوة إلا بالله. فعلا ماذنب الطفل ذكر أم أنثى يعيش بعد وفاة أهله يصارع مصاعب الحياة ولم يجد الرعاية التي كان يحظى بها في وجود أسرته ويبقى مصيره معلقا بالله يامحسنين. لنعلم أنه في كثير من دول العالم يعتبرون تجاوز السرعة قضية جنائية يعاقب عليها السائق المخالف بسحب الرخصة والسجن وغرامة تصل إلى 100 ألف دولار ويعتبرونه متعمدا ومرتكبا لجرم أن استهتار الكثير من السائقين وعدم احترامهم لأنظمة المرور التي تسعى إلى حماية الأرواح والممتلكات نابع من عدم مبالاتهم في مكانة الإنسان وقيمته وتعد على حدود الله.
ليس عيبا أن يكون لوزارة التعليم والداخلية والإعلام دور في تثقيف وتعليم الشباب والأطفال وكافة شرائح المجتمع بأنظمة السلامة والمرور ومن المفترض أن يكون هناك مناهج تفرض على الطلبة يتعلم من خلالها الدارس القوانين التي من شأنها حماية الأرواح والمملتكات وكل ما يتعلق بالسلامة من الحوادث والحرائق والإصابات الخطيرة وكيفية التعامل معها وحتى يكون لدينا جيل واع يساهم مع الجهات المعنية في الحد من الحوادث في شتى مجالاتها والسؤال الملح هل يتواجد رجل مرور عند كل إشارة لأن ثقافة قطع الإشارات أصبحت سائدة؟ نعم لو تم ذلك لأصبح كل سائق يطبق النظام فهل من إجابة لدى المرور ننتظر.