مهدي العبار العنزي
هل العرب يهتمون بالأولويات؟ الإنسان العاقل هو من يدرك واقعه ويدرك مكانه في الإنسانية، لأن في هذه الحالة، يصل الى شاطئ السلامة وفي ضياع العقل سيغرق في بحور الظلام.
هذا ينطبق وبكل اسف على بعض من ينتسبون الى الأمة العربية، واصبح هؤلاء اوزاعاً في افكارهم، اوزاعاً في اهدافهم، اوزاعاً في تبنيهم لما يجري لأمتهم تركوا الثوابت والاولويات، واتجهوا الى الأهواء !وتسببوافي الضياع والشتات، ولم تدرك عقولهم بأن الشعوب العربية تتعرض للخطر الذي يحيط بأوطانهم من كل جانب، ولازالوا يتباحثون ويتجاذبون ويتناقشون في امور ليس لها علاقة في مصالح وتقدم ورقي وأمن واستقرار الدول العربية، بل انهم ساهموا في تكريس مفهوم التشرذم والاختلاف والانقسام والضعف والهوان وتقاعسوا في ترك المنحرفين والمرجفين يصلون الى اهدافهم الشريرة، وها هم يرتكبون الجرائم في حق البشر والانسانية.
وقد طبقوا مقولة (ان العرب اتفقوا على ألا يتفقوا) فهم غير متفقين بل إنهم مختلفون في كل شيء وانهم يعيشون في حالة انفصام! ان عقولهم تحتاج الى اعادة برمجة ليتمكنوا من التعاطي مع قضايا الامة ومعرفة ان هناك اولويات يجب التمسك بها للوصول الى الحقائق والأهداف المرجوة، والتي تفرضها الوقائع ومن ابرزها وحدة الكلمة وتوحيد الصفوف حتى لا يجد الأعداء مراتع لهم في ساحات جسد الامة.
انها المسؤولية الجماعية يتفاوت حجمها من شريحة الى اخرى، ولن يتحقق ذلك الا ببناء وعي جديد وإدراك جديد، وهذا يساهم في رد الاعتبار المفقود ويصحح المفهوم الخاطئ الذي أوجد الفجوة الكبيرة بين العرب، من هنا فإن الواجب على الحكام والنخب والعلماء والفقهاء الا يتنصلوا من مسؤولياتهم ومن مستوياتهم ومكانتهم، وان يتحدوا لتغيير الواقع الذي تعيشه أمتهم، لا ان يتصالحوا معه وينقادوا له انبطاحا وخضوعا وفقدان هويتهم تقسمهم الشهوات والتناقضات وغياب الوعي، فهل حان الوقت لنعرف الأولويات التي يجب تطبيقها؟.