علي عبدالله المفضي
قيل: (إن الناقد يكتب بوعي عما يكتبه المبدع بلا وعي) ولأن وجود الناقد المنصف المتمكن مهم بقدر أهمية الشاعر فعدم وجوده أو غيابه أو احتجابه يحعل العمل الإبداعي بلا موجه ويتحول المشهد الشعري بذلك إلى ما يشبه تقاطعاً حيوياً بلا إشارة يختلط فيه الحبل بالنابل وتدب الفوضى وتغيب الحكمة وتصبح أحقية المرور للفوضوي الضارب بكل القوانين المرورية عرض الحائط، وإشارة المرور التي تضبط الشارع الأدبي هو الناقد البصير المنصف.
ومثل هذا الناقد نطالبه باليقظة والانتباه الدائم وعدم مغادرة نقطته إلا لالتقاط الأنفاس أو الاستزادة من الثقافة والاطلاع والمتابعة لكل جديد وطارئ على خارطة المشهد الأدبي ومتى تحقق ذلك تعافى الشعر واستعاد صحته ونضارته وحيويته واستنار شعراؤه واتضحت رؤيتهم وسلكوا الطرق الصحيحة المؤدية إلى الجمال بكل صوره بعيداً عن الارتجال والمغامرة التي لا تجيء بالنتائج المرجوّة.
وقفة:
نصف (الطموح الهش) ما هو مكاني
وكان اشتهاه القلب بايدي كويته
ما هوب قلبي كان ساير زماني
ولا نيب أنا راعيه كان اقتفيته
أنا كبير آمال أنا شخص ثاني
وصلت راس المستحيل وثنيته
حلمي بحر مفتوح ماله مواني
ما لد في شيٍ يبيه ونهيته
ما كنت غير اللي يقوله لساني
ولا وقفت بدربٍ أبيض مشيته