علي عبدالله المفضي
قد يُصدق من يرى من المتابعين حديث البعض عن شعراء الثمانينات وأن الإبداع والجمال والإدهاش قد توقف عندهم وأن من جاءوا بعدهم ليسوا إلا نسخا باهتة عن نصوص تلك المرحلة قد يكون ذلك صحيحا إلى حد يسير ولكنه ليس وصفا دقيقا لشعراء اليوم الذين أبدعوا كما أبدع من سبقهم ولو فرضنا أن ذلك حقيقة لا تقبل الجدل فإن من شعراء الثمانينات من كان نسخة مطابقة لمن سبقه.
ولأن الذاكرة لاتحتفظ إلا بالجيد والرائع من الإبداع فإنه لم يبق من شعراء كل زمن إلا المتميزون وهكذا الشعر منذ أن عُرف فالعصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام والعصر الأموي والعصور التي تلتها كانت تعج بآلاف الشعراء ولم يبق إلا القليل ممن هم أجدر وأحق بالبقاء من غيرهم.
بعض المنصفين يرون أن سبب اتهام الجيل الجديد من الشعراء بالضعف هو اتساع رقعة المساحة المتاحة للشعر والتي معها يذوب المتميز الحقيقي، إذا ليس بإمكان المتابع أن يرى كل الجيد إلا إذا استطاع أن يتابع كل ما يُطرح في عشرات الصحف ومئات المواقع والمدونات وجميع الحسابات في (الفيس بوك- وتويتر) وجميع القنوات الفضائية والإذاعات متابعة دقيقة لاستحالة ذلك.