علي عبدالله المفضي
نظراً لما يمثِّله العنوان من أهمية قصوى للكتاب أو القصيدة أو المقال أو الموضوع فإن اختيار العناوين المدهشة والجاذبة والمعبِّرة عمل إبداعي بحد ذاته وقد يتحدّد العنوان لدى الكاتب قبل الكتابة ويعمل على الحديث والدوران حوله وقد تكون الفكرة جاهزة في ذهن الكاتب ويبدأ بالحديث عنها ويأتي العنوان أثناء الكتابة أو بعد الفراغ منها.
وهناك من يأخذ عنوانه من عبارة أوكلمة وردت في كتابته أو صورة لافتة جاءت في قصيدته، واختيار العنوان الجميل الجاذب بحد ذاته إبداع لا يجيده الجميع فلو أخذنا الاختصار ودقة الدلالة فإنها عملية صعبة لا يحسنها كل من كتب، وتتنوَّع الطرق والأساليب في كتابة العنوان؛ فالبعض يعتمد على السجع أسوة بقدماء الكتَّاب الذين قد يصل العنوان بالطول لدى بعضهم إلى السطر أحياناً.
وكثيرٌ من العناوين قد تتدخل المطبوعة أو الجهة المسؤولة عن إجازة الكتاب لتخفيف حدتها وصداميتها أو جرأتها أو تجاوزها للمقبول من الطرح وقد يضع الشاعر أحياناً عنواناً ضعيفاً أو غير دالٍ لقصيدته أو تقليدياً ليس به ما يجذب لقراءتها وقد لا يضع عنواناً، وهنا يأتي دورالمحرر المدرك لأهمية العنوان بتغييره بعد إذن صاحب القصيدة.