د. منال عبد الكريم الرويشد
تتنوع الموضوعات والمفردات داخل الأعمال التشكيلية، وتتضح في الكثير من الأعمال اختيار المرأة كموضوع أو مفردة أو رمز في العمل الفني، فهي بين أن تكون شكلاً جمالياً، أو موضوعاً يُخاطب الوجدان ويلامس المشاعر، فالصورة المتخيّلة لدى الفنان التشكيلي أو الفنانة تتنوّع وفق البيئة والمكان والتربية والعادات والتقاليد والموروث الاجتماعي والفكري والثقافي وارتباطها بالنواحي السياسية والدينية.
لذا، فالمرأة تأتي متنوعة في الأعمال التشكيلية بين قوام جميل وجسد قوي ورمز للجمال والحب والعشق والدلال والرقة والطهارة والعفاف، وبين كونها الأم السند ذات الحنان والألفة كما تصوّر بملامح النّبل والحكمة والفطنة والذكاء والمثالية، وتصور المرأة في بعض الأعمال بالمرأة الكادحة أو كمعذبة مليئة بالألم والتعب والشقاء والعناء والتيه، وأحياناً الذل والهوان.
يا ترى ما الذي يميّز إبداع عمل ما عن المرأة عن عمل آخر.. هل هو اختيار الموضوع، أم الحالة التي تتضمن الموضوع، أم نظرة المجتمعات للمرأة تؤثر على ثقافة المبدع والمتلقي معاً؟.
في كل مرة أتأمل عملاً فنياً حول المرأة أجده عملاً يُعالج قضايا عديدة ويقدم صورة متخيّلة تخاطب العقول والذائقة الجمالية, فالرجل والمرأة في الفن التشكيلي كلاهما يستخدمان مفردة أو موضوعاً عن المرأة وبكثرة، وهي بدورها موضوعات قد تكون إنسانية تقود إلى تغيُّر في الأفكار، أو تعمل على تأجيج مشاعر وشحن نفوس، وكذلك قد تكون للتعبير عن خيالات عديدة ومعالجة قضايا مختلفة أو وصف لحياة الشعوب اليومية كما يعيشونها ويتعايشون معها, وتتميز الأعمال الفنية على مستوى عالمي بأنها تحاكي شيئاً من الداخل، لذا فإن الإبداع العالمي في اختيار المرأة أعطى ثقافة ممتدة متناقلة عبر الحضارات عن حياتها، وكل ما يتعلق بها داخل الأسرة وفي المجتمع، وأعطى صورة جميلة عن جمالها وأنوثتها وعلاقتها بالقصص والأهازيج.
في مجتمعاتنا العربية المرأة تنوّع التعبير عنها, وفي الغالب هي عنصر يجمع بين الضعف والهزل في بعض الأعمال، وبين القوة والصلابة، ونادراً أن تكون نموذجاً لجسد مثير.
المرأة في الأعمال التشكيلية السعودية تظهر بموروثها وأصالتها وتاريخها وحضورها الجميل والأنيق تتمثّل بملامح العطاء والمشاركة والتفاعل في قليل من الأعمال تظهر ضعيفة وهزيلة في الغالب سمة الجمال مع الأناقة والحكمة والاتزان تتسم بالدهشة تارة بالتأمل وبالتسامح والحب والعطاء.