د. منال عبد الكريم الرويشد
مدخل: شهد الحقيل شابة كتبت: «ما الوطن؟.. سؤال دار في ذهني.. أشعر أن الوطن أمي.. وأشعر أحياناً بأنه اجتماع عائلتي.. وأشعر تارة بأنه تلك الأخت التي جمعني بها القدر.. استقريت بإجابة كنت مقتنعة بها.. أن الوطن هو المكان الذي تشعر بالأمان والراحة به.. ذاك المكان الذي تشعر بأنه منشأ لحمايتك ولخدمتك دون مقابل.. فقط لأنه يحبك..».
جميل ما عبرت عنه شهد فهذا الوطن يحبنا ونحبه ونفديه بكل ما نملك أنها خاطرة تستوقف كل مبدع يهتم بشأن تنمية الجوانب الوجدانية من خلال تنمية حب الوطن والقادة واحترام الصلات الأسرية والاجتماعية وتأكيد دور التربية (الوطنية, والبيئية, والسياحية, والمتحفية, والجمالية) فحب الوطن قيمة مهمة ومهم تنميتها لدى الاجيال. لكن كيف نترجم حب الوطن تشكيلياً؟.. ما العلاقة بين الفنان التشكيلي ووطنه؟.. كيف يعبر عن رموز وطنه ومنجزاته؟.. كيف تكون أعماله سفيرة عن الوطن محملة بثقافة وفكر مجتمعه؟.
لا نختلف ابداً في ان الفنان التشكيلي سفير الوطن يعطي صورة معبرة عن حبه لوطنه من خلال أعماله التشكيلية؟! ولكن كيف يجعل المتلقي لأعماله يشعر بهذا الحب؟ فالأعمال التي ترتبط بالوطن تكون طاقات خلاقة محملة برسائل إيجابية تؤثر في المجتمع وفي كل متلقي لها. فماذا يحتاج الفنان التشكيلي السعودي من عوامل ثقافية تساهم في بناء الحب الكبير للوطن وتدعم الحركة الثقافية بكل صورها فهو الفنان الذي تستهويه الطبيعة والبيئة بتنوعها وهو من عبر عن قضايا مجتمعه وعالمه العربي والإسلامي، وهو من طور ذاته بمختلف الظروف وأوجد اسمه في الساحة التشكيلية وساهم في تنشيط ورعاية الحركة الفنية ومنهم من درس الفن ودرسه في التعليم العام والجامعات ورعى البرامج والمشروعات ومثل المملكة في المحافل الدولية ونشط في الإعلام والسياحة.
هل يحتاج الفنان التشكيلي لمعرض وطني للمشاركة فيه أو دعوة من جهة تنظم النشاطات الوطنية أم مشاركة خارجية واستضافة ما؟.. متى يرسم الفنان للوطن وعن الوطن ومن أجل الوطن؟. الوطن الذي نحبه يعيش مع الفنان في أفكاره ومواضيعه يستوحي منه المألوف لدى البعض ويضيف عليه ما يميز ابداعه باختزال الأشكال والشخوص والرموز يتنوع في الأداء واختيار الاتجاه الفني ويرسل رسائل صريحة ذات قيمة تحقق إشارات ناجحة تفوق الكلمات والحروف بلغة يفهمها العالم ويعيها.