د. فهد صالح عبدالله السلطان
كثيرة هي التغيرات التي تعتري حياة الأفراد والشعوب، والتحديات التي تواجههم في مختلف الأزمنة، ولكن التحديات التي نواجهها في هذه الفترة تختلف عن مثيلاتها عبر التاريخ. سرعة فائقة في التغيير والتطوير والتحديث بشكل لم يسبق له مثيل ربما في تاريخ البشرية. كل هذا يقودني إلى الافتراض بأن المفاهيم والآليات التي عبرنا بها الفترة الماضية وحققنا بها أهدافنا في السابق لن تساعدنا على مواجهة التحديات الحالية، فضلاً عن قدرتها على مساعدتنا على تحقيق أهدافنا وطموحاتنا المستقبلية. وهو أمر ينطبق على الأفراد والمجتمعات والدول.
يقول ستيفن قولدسمان في كتابه (What got you here will not get you there) أو «أن الذي أوصلك إلى ما أنت فيه لن يبلغك ما تبتغيه» (بتصرف).
تشير الدلائل أن المنظمات التي حققت أهدافها خلال العشر السنوات الماضية والتي استطاعت أن تواجه تحديات العصر ورياح الزمن هي تلك التي قرأت جيداً معطيات المرحلة وتحديات العصر وعملت على إعادة هيكلة مفاهيم وآليات العمل لديها بما يستجيب لتلك التحديات.
من المفارقات العجيبة أن المنظمات الناجحة في العالم كانت أكثر عرضة للفشل والسقوط في الأزمة التي حدثت في الأعوالم 2007-2008 من الشركات المحدودة القدرات. وهو ما يعود في الدرجة الأولى إلى أن تلك الشركات التي بلغت درجة معينة من النجاح وحققت أهدافها خلال فترة سابقة ظنت مخطئة بأن الآلية التي حققت من خلالها تلك النجاحات ستمكنها من تحقيق نجاحات أخرى والاستمرار بالوتيرة نفسها من النمو على الرغم من تغير الظروف والتحديات والمستجدات.
معظم المفاهيم والأدوات والآليات الإدارية التي استخدمناها في السابق قد لا تكون مناسبة وصالحة لخدمتنا في الفترة الحالية فضلاً عن القادم من الأعوام.
والسؤال الذي يطرح نفسه إذاً: ما هو الحل؟
الحل في نظري يكمن في الوقوف مع النفس والتسليم بأن الفترة الحالية والتحديات المستقبلية تتطلب إعادة النظر في كثير من المفاهيم والآليات التي عبرنا بها الفترة الماضية.
لعل النقاط التالية تساعد على التعامل مع المستجدات الحالية والتحديات المستقبلية:
1. القناعة أولاً بأن مستجدات المرحلة وتحديات المستقبل تتطلب مفاهيم وآليات تختلف عن ما كان سائداً في الماضي.
2. قراءة المستجدات على الساحات المحلية والإقليمية والدولية قراءة متأنية.
3. القبول بالمتغيرات من حيث المبدأ والتعامل مع المستجدات بالمرونة اللازمة.
4. إعادة النظر في كثير من المفاهيم الإدارية والاقتصاية التقليدية وإعادة هيكلة الآليات التنفيذية بما يتناسب وينسجم مع تلك المستجدات.
5. التركيز على التجديد والإبداع والتحديث.
6. العمل بالمحيط الأزرق كلما أمكن.
7. التركيز على تطوير الذات والعاملين في المنظمة سواء كانت حكومية وذلك لتمكينهم من التعامل مع متغيرات العصر وظروفه.
والله الهادي إلى سواء السبيل.