هدى بنت فهد المعجل
آلمتني معلومة تلقيتها من إعلامية من إعلاميات مبادرة (10KSA) التي تطلقها شركة «ألف خير» الاجتماعية والتي هي عبارة عن حملة وطنية للتوعية الصحية الشاملة بمرض سرطان الثدي في الأول من ربيع الأول الموافق 12 ديسمبر عبر تجمع نسائي في جامعة الأميرة نورة، وتستمر الحملة لمدة عام.
المعلومة أنه في المملكة أكثر من نصف الحالات المصابة بسرطان الثدي يتم اكتشافها في مراحل متأخرة، مقارنة بـ 20 % في الدول المتقدمة، وقد حدث انخفاض في الوفيات المرتبطة به في السنوات الأخيرة في الدول المتقدمة بسبب اتباع الكشف المبكر، وتطوير العلاج، وزيادة حملات التوعية به بمساهمة كافة فعاليات المجتمع. الأمر الذي دفع شركة «ألف خير» بمعية جامعة نورة لإطلاق هذه الحملة والمبادرة بمشاركة العديد من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة في هذه المبادرة من أبرزها (الشئون الاجتماعية، والصحة، وزارة التعليم ممثلة بجامعة نورة، الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، واللجنة الأولمبية العربية السعودية، الغرفة التجارية بالرياض، وصندوق التنمية البشرية وجهات كثيرة غيرها ليس مجال المقال مجال حصر للمساهمين والمبادرين والمشاركين بقدر ما أنه صافرة إنذار ضد أي تأخر أو تهاون من النساء للفحص المبكر والانضمام لهذه المبادرة فحصاً وتوعية وتنبيهاً. كما ويمكنكن الدخول لهذا الموقع (http://www.10ksa.com//) الذي تم تخصيصه للتوعية بخطورة مرض سرطان الثدي. أو من خلال حسابهم على تويتر Join10KSA@.
سرطان الثدي هو عبارة عن نمو الخلايا بشكل غير طبيعي، فتنقسم الخلايا بسرعة أكثر مما تفعله الخلايا السليمة، وتتراكم الخلايا غير الطبيعية على شكل ورم منتشرة في الثدي، وأحيانًا تنتقل إلى الغدد الليمفاوية أو إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويصيب سرطان الثدي كلًا من الرجال والنساء، ولكنه عادة أكثر شيوعًا لدى النساء. لهذا النوع من السرطان علامات وأعراض منها: ظهور ورم أو كتلة في الثدي، وجود تغيير في حجم أو شكل الجلد أو لون الثدي، الشعور بوجود نتوء أو سمك في الجلد، وجود تشققات أو احمرار في الجلد ويكون أشبه بقشرة البرتقالة في الملمس، وجود إفرازات دموية من الحلمة، تغيير في شكل الحلمة (مقلوبة أو غائرة).
إمكانية الشفاء من سرطان الثدي واردة جداً متى ما سارعت المرأة إلى الفحص، وبالتالي سرعة الدخول في برنامج علاجي عند اتضاح وجود سرطان ثدي لديها. القصص كثيرة في نساء نجين من هذا المرض ومن ضمن من قرأت عن نجاتهن الممثلة التركية دنيز أوغور الشهيرة بعايدة في مسلسل «موسم المطر»، حيث قالت عن رحلتها مع المرض والعلاج: «أنا أم لثلاثة أطفال، أمومتي منحتني القوة والشجاعة. عندما سمعت خبر مرضي للمرّة الأولى، ارتعشت للحظة خوفاً. ثم تخيّلت أبنائي الثلاثة، فشعرت بالقوة وملأني التحدّي، وقلت لنفسي: «لن أخاف الموت أبداً، ولن أستسلم للسرطان». كنت أقرأ كثيراً عنه قبل إصابتي به، وأعرف أن امرأة تصاب به من بين 8 نساء في العالم، وأنه شائع ومنتشر بسرعة مخيفة. اكتشفت مرضي به صدفة خلال أخذي حمّامي المعتاد، حيث لاحظت وجود كتلة صغيرة على صدري، فقلقت وقمت بإجراء الفحوص اللازمة التي كشفت مرضي بسرطان الثدي. ثم أجريت عملية جراحية واستأصلته، وعُولجت كيميائياً حتى شفيت منه. وعدت لممارسة حياتي الطبيعية كامرأة وكممثلة إلى جانب انتظامي الأسبوعي بالعلاج الكيميائي، وما زلت لليوم مستمرّة في مواصلة إجراء الفحص الروتيني المبكر بعد سنوات من شفائي، لمعرفتي باحتمال عودته بأشكال أخرى وبمناطق أخرى، لكني لست خائفة منه، ومستعدّة لمواجهته مرّة أخرى إن عاد ليهدّد حياتي، فأمومتي جعلتني أهزم سرطان الثدي للمرة الأولى، وستجعلني أهزمه مرة ثانية إن عاد، لأنني يجب أن أبقى إلى جانب أبنائي الذين يحتاجون إليّ، وسيحتاجونني دائماً في كافّة مراحل حياتهم الحالية والمستقبلية».
وحول وسيلتها الأمثل والأفضل للشفاء منه أجابت دنيز مبتسمة: «نصحني طبيبي في بداية علاجي الكيميائي ألا أفكّر بالأمور السلبية وأتجاهلها لأنها تؤخّر الشفاء، وتمدّ جسدي وروحي بطاقة سلبية مدمّرة، وطلب مني أن أفعل الأشياء التي أحبّها وتسعدني. فالسعادة هي وسيلة تجنّبنا الإصابة بمرض السرطان أو أي مرض آخر غيره، والسعادة أيضاً هي وسيلة شفائنا منه ومن الأمراض الأخرى».
وحول التغيير الذي طرأ على شخصيتها بعد الشفاء أجابت دنيز: «لم أتغيّر كثيراً حتى خلال علاجي الكيميائي، لأن الطب المتقدّم أوجد علاجاً شافياً لكافّة الأمراض بما فيها السرطان، شرط اكتشافه مبكراً قبل قضائه علينا. لهذا، أنصح كل المقرّبين مني والجميع بإجراء الفحص المبكر الروتيني مرّتين في العام».
أما أنا فأقول بادري سيدتي بالانضمام لمبادرة KSA10.