فهد الحوشاني
(أنت عارٌ ليس فقط على الحزب الجمهوري بل على كل أميركا، انسحب من سباق الرئاسة الأميركية فلن تفوز أبداً).
هذه كانت تغريدة الأمير الوليد بن طلال والتي وجّهها للمرشح الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض
(دونالد ترامب)، الأمير الوليد لم يعجبه هذه التوجه العنصري، وهذا الخطاب الذي يجسّده ويروّج له ترامب فأطلق هذه التغريدة التي طار بها ركبان وكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي.. وهي بالتأكيد نابعة من موقف وطني ودفاعاً عن الإسلام والمسلمين، وجاءت ضمن ردود أفعال المسلمين في داخل أمريكا وخارجها على دعوة ترامب لمنعهم من دخولها.. ترامب رد على الأمير الوليد بتغريدة قال فيها: (الأمير الوليد يريد أن يتحكم بسياستنا في الولايات المتحدة. لن يستطيع فعل ذلك إذا انتُخبت».. وهو تهديد مباشر للاستثمارات بالتأكيد أن الأمير الوليد كان يتوقعه. في هذه المجابهة دخل الاقتصاد على الخط وهي اللغة التي يفهمها جيداً السيد ترامب.
فقد قال رجل الأعمال الإماراتي الشهير، خلف الحبتور، لقناة CNN إن تصريحات المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية،، سببت له صدمة شديدة دفعته لتغيير موقفه المبدئي بدعم وصوله للبيت الأبيض، داعياً إلى مقاطعة إسلامية للعلاقات التجارية مع ترامب، محذراً من تداعيات سياساته على الاقتصاد الأمريكي، وأن المستفيد الوحيد منها هو تنظيم داعش.
ساشين منداوا، المدير التنفيذي لمتاجر «لايفستايل» التابعة لمجموعة «لاندمارك» قال لـCNN (على ضوء التصريحات الأخيرة الصادرة عن المرشح الرئاسي الأمريكي قررنا وقف بيع جميع منتجات الديكور التي تحمل علامة ترامب).
لكن تلك استثمارات خارج أمريكا، ويمكن فهم مغزاها والتي تأخذ في الاعتبار كسب تعاطف العملاء، لكن الأمير الوليد يعرف ويعي أنه يضع استثماراته الكبيرة في أمريكا في خطر في حال فاز ترامب وبحسب تهديده!
فتصريحات المرشح الجمهوري سياسية انتخابية بالدرجة الأولى، وإن كان يُشم منها رائحة التطرف والكراهية والتي واجهت أيضاً موجة من الانتقادات داخل أمريكا!.. بالتأكيد أنه سوف يخسر المزيد من الاستثمارات في الخليج، وهنا يجب أن يُثمّن للأمير هذا الموقف التاريخي للوقوف في وجه اقتصادي كبير بحجم ترامب ونفوذه الاقتصادي القوي في أمريكا.. وهذا ليس مستغرباً على هذا البلد وأهله الذين يأتون دائماً في مقدمة الدفاع عن قضايا المسلمين.. وفي تلك التغريدة التي لم يكن بإمكان ترامب تجاهلها من شخصية عالمية بحجم الوليد بن طلال نعرف كيف آثر الوليد الاصطفاف إلى قضايا أمته وقد وضع نفسه واستثماراته للدفاع عنهما، ومن المؤكد أن هذا الموقف وبقية المواقف الأخرى ستحد من هذه الآراء العنصرية مستقبلاً.
ملاحظة مهمة:
لم نسمع لإيران ردود أفعال تُذكر في هذه القضية التي تمس المسلمين مباشرة، إلا إذا كان ذلك السكوت مكافأة لترامب على تصريحه بأنه لن يعمل على إلغاء الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي في حال انتخابه رئيساً - وهنا من حقنا أن نسال: أليست إيران دولة إسلامية! فكيف أمر المسلمين لا يعنيها!.. أم أنها لا تكون إسلامية إلا عندما يتعلق الأمر بزعزعة أمن الدول العربية والإسلامية لنشر شعاراتها وإثارة الفتن الطائفية وإثارة القلاقل في الحج، هنا فقط نسمع التصريحات المتوشحة بالإسلام والادّعاء بالاهتمام بأمور المسلمين!.