الحربش يؤكد على أن الطاقة المستدامة تعني مستقبلاً مستداماً بالنسبة للعالم النامي ">
الجزيرة - الرياض:
أعلن مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، السيد سليمان جاسر الحربش، خلال كلمته في الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة حول تغيير المناخ لعام 2015 الذي عقد مؤخراً في باريس عن تأييد أوفيد لاتفاق عادل ومنصف يمكّن الشعوب المحرومة، والتي لم تتسبب في المشكلة إلا بدرجة ضئيلة، من الحصول على خدمات الطاقة الحديثة وعدم إعاقة نموها الاقتصادي والاجتماعي من خلال استجابات غير مناسبة للتصدي لظاهرة تغيير المناخ.
وشدد السيد الحربش على أن الطاقة المستدامة تعني مستقبلاً مستدامًا بالنسبة للعالم النامي لأن الحصول على الطاقة لا يعني رفع مستويات المعيشة فحسب بل هو أمر ضروري وملح للنهوض بكافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى محورية الطاقة المستدامة للتصدي لتغير المناخ.
وقال السيد الحربش: إن حماية البيئة قد تحققت أخيراً وفقاً لجدول أعمال التنمية لما بعد 2015 الذي أقره المجتمع الدولي في سبتمبر/ أيلول من هذا العام في مؤتمر قمة الامم المتحدة للتنمية المستدامة في نيويورك، والذي يغطي مجموعة واسعة من الأهداف والغايات على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة، من خلال إدراج حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة بأسعار زهيدة كهدف سابع لأهداف التنمية المستدامة بعد أن عرَّفه أوفيد بالهدف المفقود ضمن الأهداف الإنمائية للألفية.
واستعرض السيد الحربش دور أوفيد ومهمته منذ إنشائه قبل ما يناهز 40 عاماً كمؤسسة تمويل إنمائي متعددة الأطراف في تحفيز التنمية المستدامة الشاملة بأبعادها الثلاثة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في البلدان النامية الشريكة، والتي بلغ عددها حتى الآن 134 بلداً، من خلال تقديم التمويلات اللازمة لدعم مختلف مشرعات القطاع العام والخاص وتمويل التجارة فضلاً عن تقديم المنح الخالصة. وقد بلغ المجموع التراكمي لتمويلات أوفيد حتى الآن نحو 19 بليون دولار أمريكي.
وأوضح السيد الحربش أن أوفيد يعتبر الحصول على خدمات الطاقة الحديثة الموثوق بها بأسعار معقولة شرطاً أساسياً لتحقيق كافة الأهداف الانمائية المستدامة. لذا «نضع الطاقة على رأس استراتيجيات عملنا في أوفيد وأصبحنا بذلك شريكاً أساسياً في مبادرة الأمم المتحدة الطاقة المستدامة للجميع».
ونوه السيد الحربش بالتزام أوفيد بزيادة مساهمته في حماية البيئة من خلال دعمه لكافة أنواع الطاقة والتقنيات الفعالة الخالية من انبعاثات الكربون وتوفير سبل الوصول إلى خدمات الطاقة الكهربائية للشعوب الفقيرة للحد من استخدام الكتلة الحيوية لأغراض الطبخ والتدفئة.
واختتم السيد الحربش كلمته، مشيراً إلى «أنه منذ إعلان أوفيد الوزاري في قمة ريو+20 عام 2012، قدمنا نحو 1 بليون دولار أمريكي لدعم مشروعات الطاقة، وأن 40 % من هذه المشروعات تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، ونُفذ حوالي 60 % من هذه المشروعات في أفريقيا،» مستدلاً على مواصلة أوفيد دعمه بتوقيعه قبل يوم اتفاقية قرض قيمته 70 مليون دولار أمريكي مع المملكة المغربية للتخفيف من حدة الفقر في المناطق الريفية من خلال توفير خدمات الكهرباء إلى أكثر من 720 قرية.