كوثر الأربش
أعرف أن لدينا ما يكفي من المشاكل، وأن المسؤول لا يملك المعجزات السريعة كما يعتقد الآخرون، وأعرف أيضاً أن التغيير للأعلى يحتاج قائمة طويلة من الصبر والعمل الجماعي، وأن علينا نحن أفراد هذا المجتمع أن نقدم ما نستطيع تقديمه من الاقتراحات بعيداً عن الأشياء المكررة، فإن أصبنا من الله وإن أخطأنا فمن عند أنفسنا ومن الشيطان.
قريباً من الموضوع، في المملكة هناك ما لا يقل عن 35 ألف مدرسة، وفق الإحصائية الصادرة من وزارة التربية والتعليم عام 2012. ورغم أن هذه الإحصائية تبدو قديمة نوعاً ما إلا أن هذا العدد الضخم يمكن أن يستثمر في أجزاء كثيرة، ولعل من أبرزها المصنع الغذائي الذي اعتدنا على تسميته «المقصف» والمسؤول عن تقديم الوجبات للأطفال وللتلاميذ باختلاف أعمارهم.
هذا المقصف يمكن أن يقوم بتوفير الكثير من الوظائف الوطنية التي لن يقل عددها عن مائة ألف وظيفة - بعد ضرب العدد في 3 فقط! - بجانب الأغذية الصحية وليست المخزنة لسنوات طويلة؛ فما المانع لو قمنا باستحداث تلك الوظائف للجنسين تحت أي مسمى؟ فلدينا الكثير من الرجال والنساء يعشقون الطبخ، يعدّونه فنهم الخاص وبإمكانهم تقديم الوجبات الطازجة والصحية لنستغني عن تلك المعلبات القادمة من الخراب التجاري، الذي يضع الربح في أولى قائمته وصحة الإِنسان - للأسف - في آخرها!.
هذه الوظائف يمكن أيضاً أن تكون بشكل نظامي وعن طريق ديوان الخدمة المدنية حتى لا يكون لذلك أثر سلبي. بمعنى أكثر صراحة: «كي لا يقوم صانع القرار الإداري في المدرسة بجلب أقاربه». لقد أخبرتني إحدى المعلمات التي تعمل في إحدى المدارس بأن الدخل الشهري للمقصف المتواجد بمكان عملها لا يقل عن 40 ألف ريال شهرياً، ما يعني أن المقصف يمكن أيضاً أن يتكفل برواتب تلك الوظائف المستحدثة. فأقل طالب يحتاج إلى خمسة ريالات يومياً. وأقل المدارس الحكومية أعداد طلابها يتجاوز 300 طالب ما يعني في الشهر: 45 ألف ريال!!!.
من جانب آخر وهو الأهم بالنسبة لي، تحويل ذلك المقصف إلى مطبخ حقيقي متسق مع الطبيعة والنمو السوي. فوفقاً للدراسات العالمية العديدة، أكدت مسؤولية المواد الحافظة عن إصابة الأطفال بأمراض حساسية الصدر، وعدم التركيز، وفرط الحركة، والسمنة بالإضافة إلى إمكانية كبيرة في تحول بعض هذه المركبات مع زيادة تراكمها بالجسم إلى مواد مسرطنة.
ختاماً شكراً لاستماعك وهذا كل ما في الأمر.