كوثر الأربش
ليست التظاهرة الأولى التي تقمعها السلطات الإيرانية في أذربيجان الأسبوع الفائت. قمعتها بالنار والغازات المسيلة للدموع، تظاهرة سلمية تندد بالعنصرية الفارسية. شعب الآذر الأتراك في أذربيجان الإيرانية، تظاهروا قبلها مطالبين بحقوقهم المهمشة، مثلاً تظاهرة عام 2011 تدين عدم تحرك طهران لمواجهة كارثة بيئية كبرى، وعدم إنقاذ بحيرة أرومية وهي أحد أكبر بحيرات المياه في العالم، وتمثل محمية طبيعية لتنوع ثرواتها الحيوانية والنباتية، التي خسرت نصف حجمها نتيجة تكاثر السدود على الأنهار التي تغذيها بالمياه. قمعت هذه التظاهرة السلمية بقوة السلاح. هل قلت قمع؟ حسناً، محبو إيران - وما أكثرهم - قد يغضبون ويتهموني بتدنيس طهارة دولة الملالي، دولة الله على الأرض! لا بأس، لهم العذر، فعينُ الرّضا عن كلَّ عيبٍ كليلةٌ! أن تعشق إحدى مدن العالم شأن حميم وخاص. أنا أيضًا عشقت القاهرة، وكنت أشعر بها كجدة حنون تأخذني تحت معطفها وتحتفي بي على طريقة الجدات. ولكن عشق إيران مختلف. عشقها يعني أن تخضع، أن تتخبط، أن تفقد حساباتك المنطقية وتتحول لمخبول! هل قلت مخبول؟ حسنًا، دعنا نستقل سيارة الزمن العجيبة، نعود للوراء. حزب الدعوة الإسلامية، أسسه السيد محمد باقر الصدر في العراق، عام 1957. وكان حزباً نورانياً تقياً مخلصاً لله. عني بالقضايا التربوية والفكرية، وناهض بقوة نظرية ولي الفقيه. أولى اهتمامًا خاصاً بمناقشة المادية لدى الشيوعية والعلمانية. اللغة كانت أداته، اللغة والكثير من التعقل والسماحة، ولكن اللغة تحولت لرصاصة، تحولت لسيارة مفخخة، ولقنبلة. بمجرد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ووصول روح الله الخميني للحكم، عمد لفوره بتصدير الثورة للجوار، مخترقاً الحدود. يومها أعلن حزب الدعوة الإسلامية ولايته للفقيه، واعتبر الخميني إمامه وقائده. وما إن انتقل للحضن الإيراني عام 79 حتى حُقن بالعمل المسلح، فتم تشكيل جناح مسلح لمواجهة النظام (اللجنة الجهادية) في إيران. معسكر الصدر في منطقة الأحواز، بإشراف إيراني كامل. وكانت خطته الثنائية: الاغتيالات وضرب المصالح العراقية. أبناء العراق يدمرون ثروات العراق، ويقتلون إنسانه!
1980 في الجامعة المستنصرية في بغداد (محاولة اغتيال طارق عزيز نائب رئيس الوزراء) بقنبلة يدوية، تم إنقاذ طارق عزيز وقتل عدد كبير من الطلاب.
اليوم التالي: قام مسلحون بإطلاق الرصاص على مشيعي جنازاتهم.
1980 في الحرب العراقية الإيرانية. انحياز حزب الدعوة لإيران واستهداف مقرات حكومية وتجمعات مدنية.
1981 تفجير سينما النصر وسط بغداد وإصابة عشرات القتلى.
1981 انتحاري يقود سيارة مفخخة مستهدفاً السفارة العراقية في بيروت مخلفاً مئات من الجرحى والقتلى والمفقودين المدنيين.
1982 انتحاري يفجر وزارة التخطيط العراقية.
1983 تفجير مبنى الإذاعة والإعلام في بغداد، بسيارة مفخخة.
1983 في الكويت، استهداف منشآت كويتية وأجنبية.
1985 محاولة اغتيال أمير الكويت جابر الصباح، بسيارة مفخخة.
والآن ألم يتحول حزب الدعوة من العقل للخبل؟ وإذا لم يكن كذلك، فماذا نسمي التحالف مع العدو ضد أوطاننا، كما فعل مقاتلو حزب الدعوة في حرب العراق وإيران؟