ناهد باشطح
فاصلة:
((حيث النظام هناك خبز، وحيث الفوضى هناك الجوع))
- حكمة إيطالية -
كنت أحب أن أحيي وزارة التعليم على يقظة إدارات التعليم بها، حين أصدرت التعميم الأخير الذي يقتضي بسحب نحو 80 كتاباً من مكتبات ومراكز مصادر التعلُّم في المدارس لعدد من المؤلفين مثل سيد قطب وحسن البنا،
وجاء التعميم حاسماً حيث حدد موعداً لتسليم الكتب إلى مكاتب التعليم في موعد أقصاه أسبوعان، لكن ما أثار تساؤلاتي هو وجود تعميم قديم منذ سبع سنوات من قِبل نائب وزير التربية والتعليم بتاريخ 19-2-1432هـ
التوجيه السامي الكريم بتاريخ 22-11-1431هـ بشأن ما لوحظ في بعض مكتبات المدارس من وجود كتب تتبنّى فكراً مخالفاً وتحريضاً وتهيئة لتشويش أفكار المبتدئين، مثل كتب حسن البنا وسيد قطب ومن سار عن نهجهم،
التعميم جاء بمنع دخول أي كتب للمكتبة عن طريق الإهداءات أو التبرع أو من الجمعيات أو أولياء الأمور، ولم يأت بسحب هذه الكتب وكأنه يغضّ الطرف عما هو موجود في المكتبات المدرسية.
ثم إنّ هناك دليلاً على خطورة هذه الكتب من قِبل الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في تويتر في حساب الكتب المفيدة @slaafalumah
يقول فيه إنه من الخطأ أن يقرأ الشباب كتب سيد قطب وحسن البنا.
إذن لماذا تأخر قرار وزارة التعليم بسحب الكتب حتى يومنا هذا؟
إذا كان تعميم سحب الكتب المدمرة للفكر الإسلامي الصحيح جاء كخطوة تنويرية من قِبل وزارة التعليم، فأرجو أن تتبعها خطوات مماثلة لسحب الكتب التكفيرية من مراكز تحفيظ القرآن. ومراجعة المناهج وما بها من إشارات إلى مواقع تكفيرية، أو أفكار لا تتفق مع مبادئ التسامح والفهم الصحيح لاختلافنا مع الآخر.
عملية التطهير تصبح أقوى وأعمق إن كانت ناتجة عن استراتيجية وأرجو أنها كذلك، فالمسؤولية عظيمة، وهناك إرث من الأفكار الملوّثة لعقول الأطفال والشباب منذ عقود.
ورغم كل ما سبق، فإنّ سحب الكتب التكفيرية من مكتبات المدارس خطوة تصحيحية بانتظار أن تتبعها خطوات أخرى لحماية عقول كل من ينتمي للتعليم من التطرف.