ميسون أبو بكر
دلهي العاصمة الهندية التي تزدحم بشوارعها تسعة ملايين مركبة وتشهد فوضى واختناقًا مروريًا خانقًا أطلقت شرطتها مشروعًا جديدًا تشجع فيه المواطنين على استخدام كاميرات هواتفهم الجوالة لالتقاط صور مخالفات المرور ورفعها على تطبيق جديد وضعته الشرطة على موقعها.
حين قرأت هذا الخبر تبادر إلى ذهني مباشرة العدد الكبير من الصور والمقاطع التي انتشرت في مجتمعنا عبر شباب وأطفال وناضجين لمواقف كثيرة سواء ساخرة أو جادة، وموهبة التصوير التي برع فيها معظمنا التي ساعد انتشارها استخدامنا لمواقع التواصل الاجتماعي حتى لم يتردد الكثيرون من نشر تفاصيل الحياة كاملة دون حرج على بعض التطبيقات كالسناب شات والفيس بوك، فلماذا لا نستغل هذه الموهبة في عمل مماثل للذي قامت به شرطة العاصمة الهندية للتقليل من الحوادث والمخالفات المرورية التي أصبحت كثيرة في إطار زحمة الرياض الخانقة والمشروعات القائمة؟
من الممكن أن تكون هذه تجربة ناجحة أن تولاها مرور المملكة ليقوم المواطن بدوره في مساعدة أجهزة الدولة كمواطن صالح وكجزء من المنظومة المجتمعية.
فيتورع الآخرون عن استخدام جوالاتهم مثلاً أثناء القيادة، أو تجاوز إشارات المرور الحمراء، أو استخدام سيارات منتهية الصلاحية ضارة بالبيئة، مطفأة الأضواء، أو تجاوز السرعة، أو تحرك المركبة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مما يسبب إرباكًا في السير وحوادث، كما اقتحام نقطة ما بتجاوز الوقوف في الدور، وستردع هذه الفكرة المشكلات الكبيرة الناجمة عن باصات المدارس التي كثرت تجاوزات سائقيها وخطر استهتارهم بحياة أطفالنا.
حادث واحد يمكنه أن يعطل السير لساعات ويؤدي إلى شلل في المنطقة وتعطيل
حركة المرور، وربما يكون السبب أحد الأسباب التي ذكرت سابقًا بسبب استهتار السائق وظنه النجاة من العقاب، لكن إن شعر الجميع أن هناك رقيبًا يمكنه أن يلتقط صورة لتجاوزه ومخالفته في أي لحظة وفي أي مكان ويرسلها لموقع المرور فإنه سيخشى الرقابة ويرتدع عن هذا، فأفراد المجتمع سيصبحون شريكًا للجهات المعنية وسيعمق الشعور بالمسؤولية وسيقلل من التجاوزات التي يقوم بها فئة السائقين المستهترين.
في السابق اختيرت فئة كبيرة من المواطنين الفاعلين يقومون بدور الشرطي السري أو الخفي الذي يقوم بالتبليغ عن المخالفات، وربما تعد تجربة شرطة نيودلهي نموذجًا يمكن أن يحتذى به للخلاص من الكثير من المشكلات المرورية التي نواجهها يوميًا بل آنيًا.
من آخر البحر لغادة السمان:
آه صوتك.. صوتك
وأدخل من جديد مدار حبك
كيف تستطيع همساتك وحدها
أن تزرع تحت جلدي
ما لم تزرعه صرخات الرجال
الراكضين خلفي بمحاريثهم..
وأشتهي أن أقطف لك
كلمات وكلمات من أشجار البلاغة
ولكن..
كل الكلمات رثة
وحبك جديد.. جديد