علي عبدالله المفضي
برغم المطارحات الأدبية الحادة أحيانا بين أنصار الشعر الشعبي ومعارضيه فإن الشعر يبقى هو الشعر جيده مطلوب مُتداول ورديئه مرفوض مُهمل، وأظن أنه لو قُدر لشعراء العامية أن أسست لغتهم الفصحى منذ ما قبل المدرسة أساسا حقيقيا لكتبوا الشعر بالفصحى بقدر الإجادة التي تُبهر وُتدهش في ما يُكتب من شعر عامي.
واللغة وعاء تتشكل الآداب بحسب شكله فالهندي أو الياباني لو وضع منذ ولادته في بيئة عربية وأنعم الله عليه بموهبة الشعر لكتب شعره بالعربية والعكس صحيح، وكلنا نعرف أن من شعراء الفصحى من يتذوقون الشعر العامي ومنهم من يقوله ولا يفصح عنه لأسباب تخصه ونعرف أيضا أن من شعراء العامية من لهم تجارب ناجحة كتبوها بالفصحى.
ونحن في مدارات حينما خصصنا زاوية للشعر الفصيح (من رحيق الفصحى)كان هدفنا تطعيم مادتنا العامية بعذب الشعر الفصيح الذي نستمتع منه بالجمال والدهشة والابداع وقد جاءت ردود الفعل من قطبي الشعر بالتأييد مفرحة ورائعة تثبت أن الجميع اخوة في الجمال والإبداع وعشق الشعر بغض النظر عن وعائة وإن عارضني في ذلك قليل من المتشائمين من الطرفين.
وقفة
بعض القصيد يتعلى لين يصبح للقمر جار
ولايفرق الشعبي النادر بسبكه عن فصيحه
والصدق لابان يصبح للقصايد..عقد واسوار
وكل الى قال يدرى وش بقلبه من نضيحه
ومن لا اعتنى في قصيده زين مايبقى له اذكار
والناس تفرز سقيم القول وتميز صحيحه