جاسر عبدالعزيز الجاسر
من أجل توحيد رؤية للمعارضة السورية، يلتقي في الرياض اليوم ممثلون من جميع أطياف المعارضة السورية، بوجود ممثلين للفصائل المقاتلة، ورغم أن مؤتمر الرياض يعد أهم تجمع سوري لكل من تجرأ على معارضة نظام بشار الأسد، إلا أنه وحتى كتابة هذه المقالة لا تزال بعض الاختلافات حول أسماء من سيشاركوا في المؤتمر الذي يعقد في أحرج وقت تواجهه الثورة السورية منذ اندلاعها عام 2011، وهدف عقد المؤتمر الذي استعدت المملكة العربية السعودية وأبدت كل التسهيلات والدعم لجميع أطياف المعارضة دون استثناء من أجل تمكين السوريين من التوصل إلى صيغة وصوغ وثيقة سياسية تعكس رؤية موحدة لمختلف قوى المعارضة السورية حول الحل السياسي المرتقب والذي يبحث في المؤتمر الذي سيعقد في نيويورك في الثامن عشر من الشهر الحالي، والذي سيبحث فيه عملية التفاوض بين الأطراف المتداخلة في الأزمة السورية ولابد أن تكون للمعارضة السورية كلمة قوية موحدة من خلال التحدث بلغة واحدة تغلب فيها المصلحة الوطنية للمشاركة في العملية الانتقالية دون أن يكون هنالك تأثير لأي ضغط دولي أو إقليمي.
المملكة العربية السعودية التي تستضيف مؤتمر المعارضة السورية والتي يتفاءل السوريون جميعاً بهذه الاستضافة قياساً على نجاح ما يتم بحثه في هذه البلاد المقدسة التي تترك للفرقاء دون أي ضغط التفاهم والاتفاق على ما يريدونه وما يرونه لصالح بلادهم، وقد أرسلت مئة دعوة لجميع أطياف المعارضة حتى الذين لا تنسجم مواقفهم مع مواقفها، وزادت العدد من 65 إلى 100 من أجل إتاحة الفرصة لكل الأطياف السورية للمشاركة في المؤتمر، وحتى يخرج المؤتمر برؤية موحدة تسندهم في مؤتمر نيويورك الذي كان مقرراً له أن يعقد في جنيف.
والمؤتمر الذي سيشارك فيه مئة شخصية سورية لن يحضر جلساته أي ممثلين من الدول الغربية أو العربية، حيث يترك السوريون وحدهم لتقرير مصيرهم وصياغة رؤية موحدة من خلال الوثيقة المشتركة والتي سيتم التصويت عليها بحيث يحصل كل مشارك على صوت ولن يكون التصويت لكل كتلة. ومن خلال ما تم تداوله في وسائل الإعلام والوسائط الالكترونية سيضم المؤتمر ممثلين عن الائتلاف السوري إضافة إلى أعضاء قياديين سابقين في الائتلاف بينهم الرئيسان السابقان معاذ الخطيب وأحمد الجربا الذي نشر في حسابه الشخصي «التويتر» بأنه قدم اعتذاره رغم تلقيه دعوة رسمية من المملكة العربية السعودية، وإضافة إليهم تلقى الدعوة الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري السابق والمعارض السوري ميشال كيلو مما يرفع حصة الائتلاف إلى 27 ممثلاً، كما أرسلت دعوت إلى هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي برئاسة حسن عبدالعظيم، ولا تزال حتى لحظة كتابة هذا المقال بقاء عقدة تمثيل الاتحاد الوطني الكردي برئاسة صالح مسلم الممثل عن وحدات حماية الشعب الكردي والإدارات الذاتية التي يعترض على مشاركتها الائتلاف السوري بسبب الاتهام بالتحالف مع نظام بشار.
واشترطت أطراف سورية أخرى على مسلم ووحدات حماية الشعب الكردي إعلان تمسكه ووحداته بالوحدة الوطنية السورية وقتال قوات نظام بشار الأسد، في حين يعتبر صالح مسلم أن الإدارات الذاتية التي يقول إنها تضم عرباً وآشوريين وأكراداً تشكل نموذجاً لمستقبل سورية.
أما الفصائل المسلحة والتي استبعد منها تنظيما داعش والنصرة المتهمان بالإرهاب فتضم المجلس العسكري في الشمال والذي يضم القوى المقاتلة الرئيسية إضافة إلى أحرار الشام وجيش الإسلام، كما وصلت دعوات إلى قادة سيف الشام أبوصلاح الشامي وثوار سورية أبو أسامة الجولاني وشباب السنة أبو حمزة عودة وتجمع أحمد عبدو العقيد بكور سليم من الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر وفصائل في درعا جنوب سورية.
السوريون جميعاً إضافة إلى القوى الدولية والإقليمية تتابع من اليوم إلى ماذا سيتوصل السوريون الثوار والمعارضة لمواجهة ما تريده القوى الدولية وبعض القوى الإقليمية من فرض إرادتها ومنها مخاطر استمرار القتال وتقسيم سورية.