جاسر عبدالعزيز الجاسر
تابع العراقيون واقعة جديدة على الحدود العراقية مع إيران، أظهرت المدى المتغطرس الذي يتعامل به الإيرانيون مع السلطات العراقية، ومع العراقيين كافة، فقد اقتحم أكثر من نصف مليون إيراني الحدود العراقية عبر منفذ زرباطية في قضاء الدرة بمحافظة واسط (الكوت)، دون أن يكونوا يحملون تأشيرات (فيزا) تسمح لهم بالدخول إلى الأراضي العراقية.
وزارة الداخلية العراقية أصدرت بياناً حمّلت فيه الحكومة الإيرانية مسؤولية انقلاب الوضع على الحدود بين البلدين، مؤكدة أن ما حصل في منفذ زرباطية كان متعمداً، إذ لم تبذل السلطات الإيرانية في منطقة الحدود من الجانب الإيراني أي محاولة لمنع هؤلاء الذين اخترقوا الحدود بحجة القيام بزيارة كربلاء للمشاركة في أربعينية الحسين، وهي مناسبة يحرص الكثير من العراقيين وأتباع المذهب الشيعي في الدول الأخرى على المشاركة فيها، وكانت الحكومة العراقية قد قدمت أكثر من مليون وخمسمائة ألف تأشيرة للزوار الإيرانيين، وقد أنجزت القنصليات والمكاتب العراقية في إيران في وضع تلك التأشيرات على جوازات الإيرانيين، في حين توجه النصف مليون الآخر إلى الحدود وبالتحديد لمنفذ زرباطية في محافظة الكوت، وهم لا يحملون جوازات سفر، مما يعد استهانة كبيرة بالسيادة العراقية، فالإيرانيون الذين استباحوا الحدود العراقية وقاموا بتهميشهم الحواجز ودمروا كثيراً من المكاتب لمراكز الحدود العراقية، ولأن العدد كبير والأعداد كثيفة ولأسباب خاصة بالعراقيين لم يتم اعتراض هؤلاء الزائرين حتى توغلوا داخل الأراضي العراقية، حيث يقول العراقيون إنهم سيمنعونهم من دخول مدينة كربلاء، حيث تقام مراسيم الأربعينية.
عملية أشبه بعملية احتلال، وقف حرس الحدود العراقي عاجزاً عن صدها -ولم تقم الأجهزة الأمنية بما يتحتم عليهم القيام به- في حين كانت هذه الأجهزة حازمة وصارمة ضد النازحين العراقيين الذين فروا من محافظة الأنبار بعد تهديدهم بالقتل من تنظيم داعش الإرهابي، فقد رفض رجال الأمن العراقيين أهلهم من العراقيين من أبناء الأنبار ومنعوهم من التوجه إلى بغداد، واحتجزوهم عند جسر بزيبز رغم معاناتهم، ووجود العديد من العجزة والأطفال والمرضى الذين تعاملت معهم القوات العراقية بقسوة ولم تسمح لأي واحد منهم بالتوجه إلى بغداد، في حين لم تفعل شيئاً أمام استباحة الإيرانيين للسيادة العراقية التي لا أحد يدافع عنها أو يستنكر، لأن من ارتكب هذه الجريمة الدولية يأتي من إيران المسموح لها أن تفعل كل ما تريد في العراق الذي يتعامل معه نظام ملالي إيران وكأنه ولاية تابعة لولي الفقيه.