جاسر عبدالعزيز الجاسر
هل يستحق الترويج الإعلامي وتوفير مادة صحفية وتلفزيونية لمحطتَيْ المنار والميادين اللبنانيتين ومحطات العالم والأنوار والفيحاء الإيرانية لتغطي بها أكاذيبها وبثها تقارير إخبارية من اليمن أن يقوم الحوثيون وقوات المخلوع علي عبدالله صالح بالانتحار على خطوط التماس على الحدود السعودية - اليمنية؟
قبل أيام قُتل العشرات من الحوثيين وجنود المخلوع علي عبدالله صالح. فمنذ بداية الأسبوع، وبالتحديد منذ قيام هؤلاء المرتبطين بالتحالف الحوثي والرئيس المعزول بهجمات انتحارية يائسة في قطاع الحرث بمنطقة جازان.
وقد نتج من تلك الهجمات الانتحارية مقتل عشرات المهاجمين الذين تجاوز عددهم المائة وأكثر. وقد أظهرت الصور الملتقطة لمواقع الاشتباك تكدس الجثث، التي أكدت أن المهاجمين زُجَّ بهم إلى المعركة لأهداف دعائية وإعلامية، وكان المهاجمون وقياداتهم يسعون إلى تحقيق اختراق في قطاع الحرث في منطقة جازان؛ إذ كانوا يهدفون إلى الوصول إلى منازل قرية سعودية، أُخليت من سكانها منذ وقت طويل قبل بداية عاصفة الحزم؛ ولهذا فإن المقصود هو الوصول إلى هذه المنازل الفارغة، واتخاذها مواقع لهم، والبناء عليها للترويج الإعلامي من الأجهزة الإيرانية والعراقية واللبنانية، والادعاء بأنهم يحتلون أراضي سعودية.
كما أنهم يأملون تطوير وجودهم ذلك بإرسال متسللين من الحوثيين والانقلابيين، وتكوين موقع متقدم لهم، إلا أن هؤلاء الذين خططوا لهذه العملية يفتقرون إلى الفهم العسكري؛ فكيف يمكن اختراق الحدود السعودية المحصنة بقوات مدججة بالأسلحة والمعدات، وفوقها غطاء جوي فعّال؛ ما يوقع أية قوة للعدو مهما بلغ عدد أفرادها في مرمى النيران السعودية، سواء من الأرض أو الجو. وهكذا، كان المهاجمون هدفاً واضحاً وسهلاً للنيران السعودية رغم الطبيعة الجبلية للمنطقة، وقد قُتل في تلك المعركة قرابة 170 مقاتلاً من الحوثيين وجنود الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وهكذا، وبدلاً من أن يستثمر الإعلام الإيراني واللبناني والعراقي تلك المعركة للقيام بحملة إعلامية وضجيج عبر المحطات التلفزيونية التي تتبع للإيرانيين في تلك الدول، والتي روجت قبل بدء المعركة بأن الحوثيين وجماعة الرئيس المخلوع سينتقمون لمقتل شقيق كبير الحوثيين إبراهيم بن بدر الدين الحوثي، جاءت نتيجة المعركة خسارة فادحة لهم؛ أجبرت تلك الأبواق الإعلامية على تجاهل تلك النتائج التي تكللت بالخزي والخذلان لمن يعملون لتحقيق أجندات تخدم ملالي إيران على حساب اليمن وأبناء اليمن الذين يُقتلون بالمئات من أجل تحقيق أهداف أعداء اليمن والعرب.