علي عبدالله المفضي
يبدع ويدهش ويتميز بعض الشعراء بغرض من أغراض الشعر دون آخر وقد يُعرف من قبل عشاق الشعر بذلك، وربما أثرت عليه قناعة الجمهور وحصر نفسه في ذلك الغرض وركز عليه وأبدع فيه ونجح، وقد يقول قصائد في أغراض أخرى ولكنها لا تكون بمستوى قصائده المحصورة على غرضه المعروف.
وكثيراً ما نسمع أن فلاناً شاعر الوجد أو الغزل أو الرثاء فقليل من الشعراء من تجده مبدعاً في كل غرض فشاعر العربية المتنبي مثلاً تركزت قصائده على المديح دون غيره برغم استهلاله قصائده أحياناً بالغزل ولكنها تعتبر قصائد غزلية برغم ما تتضمنه من إبداع في الصورة والتناول وروعة الوصف.
وفي الشعر الشعبي عُرف الكثير من الشعراء بإبداعهم في غرض ما وقد أُطلق على راشد الخلاوي بأنه شاعر الفلك وأن (عبدالله بن سبيل) شاعر الوجد وكما اطلق على الشاعر (بدر الحويفي) أنه شاعر الطير فهل التركيز على غرض واحد يجعل الشاعر محيطاً بكل ما يتعلق بذلك الغرض ويمنحه القدرة على الإبداع والتميز.