د. محمد عبدالله الخازم
عُقد عام 2011 م اجتماع اتحاد الجامعات العربية بالرياض، وكنت أتساءل كيف نستضيف اتحاداً أهلياً عربياً للجامعات ونحن ليس لدينا اتحادنا أو جمعيتنا أو هيئتنا الأهلية للجامعات السعودية. وحينها، ومن خلال منبري هذا، طرحت السؤال؛ متى يكون لدينا اتحاد للجامعات والكليات السعودية؟
لقد أُسست أول كلية بالمملكة العربية السعودية عام 1949م (كلية الشريعة بمكة المكرمة)، كما أُنشئت أول جامعة سعودية عام 1957م (جامعة الملك سعود بالرياض). اليوم، وصل عدد الجامعات السعودية خمساً وعشرين جامعة حكومية وعشر جامعات أهلية وتسعاً وثلاثين كلية أهلية، يُضاف لها مؤسسة التعليم الفني والكليات العسكرية. تشرف وزارة التعليم والوزارات الأخرى، من الناحية الرسمية والإدارية، على الجامعات والكليات، لكن المملكة تفتقد وجود اتحاد - جمعية - هيئة غير رسمية ذات نفع عام تجمع في ظلها الجامعات والكليات السعودية وتسهم في إيجاد الفناء الخصب لتبادل الخبرات وتنمية القيادات وتوسيع العلاقات وتعزيز التعاون في ما بين الجامعات - الكليات السعودية من جهة.. وما بينها وبين الهيئات المحلية والإقليمية والعربية والعالمية من جهة أخرى.. من هنا أُطالب بإنشاء اتحاد أو هيئة أو جمعية التعليم العالي السعودية (يمكن مناقشة المسمى) لتسهم في أداء المهام التالية:
1 - دعم السياسات والمبادرات الوطنية في مجال التعليم العالي السعودي.
2 - دعم وتطوير التعاون والعمل المشترك بين الجامعات - الكليات السعودية.
3 - دعم البحوث والدراسات والنشر في مجال التعليم العالي بصفة عامة والمحلي بصفة خاصة.
4 - تنسيق جهود انتماء وتعاون الجامعات السعودية مع الهيئات الدولية ذات العلاقة.
5 - نشر الوعي بقضايا مؤسسات التعليم العالي المختلفة.
6 - غير ذلك من المهام الموازية للجهود الرسمية في ها الشأن..
وذلك عبر عقد لقاء دوري لمديري ومسئولي الجامعات والكليات (مؤتمر سنوي على سبيل المثال)، نشر مجلة دورية وتقارير دورية تختص بقضايا التعليم العالي، إنشاء موقع على الإنترنت لتبادل المعلومات والآراء، تشكيل وفود موحدة تمثّل الجامعات السعودية في المؤتمرات الدولية ذات العلاقة، إنشاء قواعد بيانات ذات علاقة بالتعليم العالي في المملكة، الاشتراك في الهيئات العالمية ذات العلاقة، عقد ورش عمل تطويرية ذات علاقة كورش تطوير القيادات في التعليم العالي، إنشاء لجان ومجالس فرعية متخصصة، تنظيم معارض التعليم العالي، وغير ذلك من الأنشطة.
هذه الهيئة أو الاتحاد أو الجمعية لن تكون أمراً جديداً في السياق المحلي.. فلدينا هيئة الصحفيين وهيئة المهندسين وغيرها. والتعليم الجامعي يحتاج مثل هذه المبادرات الهادفة إلى تطوير مؤسسات المجتمع المدني.
أكتب هذه الفكرة.. لعل مديري الجامعات أو المهتمين بالتعليم العالي يتبنون تنفيذها، مع الإشارة إلى أن هذا الاتحاد أو الجمعية ليس من مهام وزارة التعليم باعتباره جمعية أهلية، ولا يجب أن تتدخل فيها الوزارة سوى بالحد الأدنى الداعم لإخراج الجمعية للوجود، مثل ما فعلت وزارة الإعلام مع هيئة الصحفيين، أو فعلت وزارة التجارة والصناعة مع هيئة المهندسين وغيرها من الجهات التي لها علاقة بجمعيات ومنظمات أهلية... رغم ذلك أنا أُطالب وزارة التعليم - كحد أدنى - بأن تعلن الضوء الأخضر وعدم ممانعتها تأسيس هذه الجمعية. الحد الأدنى المتوقع من وزارة التعليم العالي.. طبعاً لست أُناقض نفسي هنا، حين أشير إلى أنها جمعية أهلية ثم أُطالب بدور لوزارة التعليم، فالفكرة سبق أن طرحتها ووجدت مديري الجامعات يتهربون من المبادرة بنقاشها، لأنهم تعودوا (أن لا يشكوا خيطاً في إبرة) كما يُقال، ما لم يكن هناك توجيه من وزارتهم الحنونة. ربما لو أعلنت الوزارة دعمها للفكرة وعدم اعتراضها على نقاشها من قِبل مسؤولي الجامعات، لوجدنا من يبادر لتبنيها وحشد الجهود لتنفيذها..
وكآخر مرافعة في هذا الشأن، أشير إلى أن مديري الجامعات غالبيتهم موظفو دولة، فلا تقلقوا من احتمالية إزعاج الحكومة - الوزارة بمثل هذه الجمعية. وكما بدأت أختم؛ ألم يحن الأوان لتأسيس جمعية الجامعات والكليات السعودية؟