إبراهيم بن سعد الماجد
تراثنا الوطني قد يشاركني الكثير الرأي بأنه مظلوم, وهذا الظلم يشترك فيه المجتمع بكافة طبقاته ومسؤولياته, المواطن العادي والمسؤول الكبير والمثقف الواعي.
عقود وعقود مرت ولا من مجيب لصوت تراث الوطن, ولولا الله ثم رجل كان شعوره مبكراً بهذا الهم وعمل على أن يكون همه لكل الوطن فسعى وبنى وقدم ما يستطيع للحفاظ على تراث وطني كاد أن يندثر, كان مهموماً بهذا التراث على المستوى الشخصي وعلى المستوى الرسمي بعد أن تربع على قمة هيئة معنية به تلك هي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني, وهذا الرجل رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز, هذا الرجل الذي ارتبط بتاريخ الآباء والأجداد سلوكاً وأخلاقاً قبل أن يكون بناء وتشييد, فهو الملتزم بدينه المعتز به, صاحب الخُلق الرفيع والتواضع الجم.
وصدق أمير القصيم الدكتور فيصل بن مشعل عندما قال في كلمته عند رعايته الملتقى الخامس (مرحباً بأول رائد فضاء عربي مسلم حمل راية التوحيد مخترقاً بها الأفلاك مشرفاً بلاده وأمته مرحباً برجل السياحة والتاريخ الرجل الذي أوقد شعلة لن تنطفئ أبداً - بإذن الله - حملها من تخوم الماضي لتضيء آفاق المستقبل المشرق شعلة إحياء التراث العريق والتاريخ المجيد لهذه البلاد المترامية الأطراف).
الملتقى الخامس للتراث العمراني الذي أبهر الجميع, تنظيماً وحضوراً وتفاعلاً, كان مميزاً بورش عمله ذات البعد الديني والحضاري المهم, ويكفي أن نشير إلى مشاركة معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وكذلك الشيخ صالح المغامسي, وجمع مميز من المهندسين والمؤرخين والأثريين من المملكة ودول الخليج والدول العربية وبعض الدول الأجنبية.
إن العناية بالتراث العمراني كما أشار سمو الأمير سلطان بن سلمان رؤية ملك بقوله : يجب أن أشير بكل التقدير مرة أخرى للدور الكبير لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله- في العمل لإعادة الاعتبار لتراثنا الوطني منذ أن كان أميراً للرياض، ولقد عاصرت ذلك شخصياً عبر سنوات طويلة وهو يكافح وينافح من أجل الإبقاء على مصادر التراث في منطقة الرياض وفي أنحاء بلادنا، وقد وقف سداً منيعاً أمام برامج وخطط مسح التراث واستبعاده من خرائط التطوير في المنطقة.
إن العناية بالتراث العمراني من مبانٍ أثرية ومساجدٍ تاريخية, وتُراث وطني, كل هذا مما يساهم في ربط الجيل بماضي آبائهم وأجدادهم المشرف الذي يحملُ كل معاني البطولة والرجولة والشيم, كذلك يحقق دخولاً لشباب الوطن كوظائف دائمة ومناشط متجددة تحدث حراكاً اقتصادياً مهماً, ولعل مهرجان الكليجا الذي جاء نتيجة لرؤية سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم, يأتي في سياق دعم تراثنا الوطني والعناية به وتشجيع من يعمل فيه, وأشير هنا إلى أن رؤية سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل هذه قد حققت نجاحاً كبيراً بسببه استغنت بيوت من خــلال مــا لقيت من دعم إعلامي لهذا المنتج الشعبي, حتى صار قابلاً للتصدير.
نسأل الله للقائمين على هذه المؤسسة الثقافية التاريخية الوطنية العون والتوفيق تحت قيادة رجل التاريخ والتراث الوطني.
والله المستعان.