إبراهيم بن سعد الماجد
تحتضن منطقة القصيم 15 نادياً رياضياً، ونادياً واحداً آخر لذوي الاحتياجات الخاصة, منتشرة في محافظات المنطقة.
وتحتضن هذه الأندية شريحة كبيرة من الشباب، ويتبعهم أضعافهم من المشجعين.
صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير المنطقة خص إثنينيته هذا الأسبوع للأندية الرياضية الستة عشر، رؤساء ومجالس إدارة، بحضور المدير العام لرعاية الشباب بمنطقة القصيم الأستاذ عبد العزيز السناني.
كان اللقاء الذي شرُفت بحضوره مميزاً؛ كونه سَلِم من الرسميات والمجاملات؛ فقد طلب الأمير من الحضور أن يكون هذا اللقاء مفتوحاً شفافاً صريحاً، وقد كان له ما أراد.
الشباب هم عماد الوطن, وهم خيره وأمله القادم, ونغالط أنفسنا عندما نقول إن التعليم وحده هو من يصنع الجيل، وهو من يبني قدراتهم العقلية ويضعهم على المسار الصحيح لبناء مستقبلهم ومستقبل أوطانهم, وغفلنا عن شيء مهم، هو هوايات الشباب ورغباتهم وأنشطتهم.. هذه الأشياء - من وجهة نظري - لها الدور الأكبر في تشكيل حياتهم، ومنها قد ينطلقون لآفاق أوسع وأربح, ومنها لا قدر الله قد ينساقون إلى دهاليز مظلمة، تجر عليهم وعلى أوطانهم شراً مستطيراً.
معاً ضد الإرهاب والفكر الضال كانت حملة سمو أمير منطقة القصيم التي أطلقها عبر تويتر قُبيل شهر رمضان الماضي، والتي كان لها حضورٌ في لقاء سموه بمسؤولي الأندية الرياضية في المنطقة؛ فقد أكد أن تفعيل هذه الحملة من خلال الأندية الرياضية مهم ومطلوب، وكان أن أكد أكثر هذه الأندية أنهم بالفعل صمموا برامج لتفعيل هذه الحملة.
لقاء هو الأول من نوعه، وأعلن سمو الأمير فيصل بن مشعل أنه سيعقد سنوياً لمناقشة هموم الشباب، والتعاون على ما فيه مصلحة شبابنا الذين يؤكد دوماً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - وجوب الاهتمام بهم وبقضاياهم.
لقاء كان حميمياً صادقاً صريحاً، رُفعت فيه التكلفة، وحضرت الأخوة بين الشباب وأميرهم.. مارسوا حقهم في القول والنقاش، سواء مع الأمير أو مع بعضهم. شبَّهت هذا اللقاء بلقاء الوالد بأبنائه بما تعنيه الكلمة. حضرت الابتسامة الصادقة والطرفة الهادفة التي أضفت على هذا اللقاء المزيد من البهجة التي منحت الجميع مساحة أرحب في الحديث والنقاش دون وجل.
أعرف أن سمو الأمير فيصل بن مشعل يرى أن من أهم ما يجب أن يُهتم به الشباب، وأعرف أنه يولي ذلك جل اهتمامه على الأصعدة كافة. وما جائزة سموه للشاب العصامي إلا خير شاهد على ذلك. ولعل في لقائه بهذه الكوكبة من مسؤولي الأندية الرياضية ما يجعلني أؤمن بأن توجُّه سموه صوب الشباب له أكثر من مسار خُطط له بشكل يجعل من حتمية نجاحه - بإذن لله - مؤكدة.
المسؤول أياً كان موقعه حري به أن يكون قريباً من الشباب حواراً ونقاشاً ومشاركة وتفاعلاً؛ فهم العضد المتين له في تحقيق خططه وتطلعاته نحو الطريق الصحيح, وبدونهم فشل وتخلف وهوان.
والله المستعان.