سلمان بن محمد العُمري
يحتل الأمن في جميع الدول والمجتمعات اهتماماً كبيراً انطلاقاً من أهميته في حياة الأمم والشعوب وتأثيره على مناحي الحياة كافة، وتأثيره على النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وحتى أداء العبادات، وهذا الاهتمام ليس وليد هذا الزمن بل كان واضحاً ومسجلاً منذ أمد بعيد وعنيت الأمم والحضارات وسائر السلطات بإنشاء دواوين للشرط لمتابعة وضبط الأمن داخل البلدان بخلاف دواوين الجيش التي تعتمد على مهام خارجية.
ومن نعم الله وفضله على بلادنا المباركة استتباب الأمن واستقراره فيه، وما هيّأه الله لهذه البلاد منذ سعي الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- بتأكيده بالسير على نهج آبائه وأجداده بتطبيق شرع الله في المناحي كافة، ومن ذلك إقامة الحدود الشرعية لحماية مقاصد الشريعة الخمسة: حفظ النفس، والدين، والعقل، والمال، والأعراض، وما زلنا -ولله الحمد- نتفيأ ظلال هذه النعمة في عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أمده الله بعونه وتوفيقه-، وقد أولت القيادة الرشيدة الراشدة الأمن اهتماماً كبيراً لمسه البعيد قبل القريب، والقاصي قبل الداني، وأصبح -ولله الحمد- مضرب مثل في الأمن وقلة الجريمة.
وقد يرى المشاهد رجال الأمن في وسائل الإعلام المتعدّدة، وقد يراهم يتجولون بسياراتهم في الميدان أو يقفون في المواقع التي يتطلب العمل وقوفهم فيها إلى جانب أقسام الشرط والدوائر الأمنية الأخرى التي تباشر المهام الأمنية كل حسب تخصصه ومهامه، وهذه الجهات يرى عملهم مباشرة من قبل الجمهور، ولكن هناك دوائر أمنية ورجال مهام يعملون خلف الكواليس وأعمالهم غير ظاهرة للجماهير، ولكن أعمالهم مهمة وجهودهم جبارة، ومن ذلك (إدارات التحريات والبحث الجنائي) في الشرط وكل منطقة إدارية من مناطق المملكة فيها جهاز للشرطة فيه إدارة متخصصة تقوم بهذا العمل غير الظاهر للعيان، وقد تسنى لي الاطلاع على بعض الأعمال والمهام والمنجزات مما نشرته وسائل الإعلام عن إدارة التحريات بمنطقة الرياض ليس المقام تعدادها وذكرها مرة أخرى. وهي تمثّل جزءًا يسيرًا مما قامت وتقوم بها إدارة التحريات والضبط الجنائي في شرطة منطقة الرياض، وما قدمته من منجزات في ضبط جرائم وكشف غموضها في أوقات قياسية من ضبط للمجرمين وفك طلاسم الجريمة، على الرغم من قلّة الآثار التي بقيت في مسرح الجريمة، وهو ما يقيد في كثير من الدول بجريمة ضد مجهول، في حين كان بتوفيق الله وعونه ثم يقظة العاملين في هذا القطاع، القبض على قتلة أخفوا جميع معالم جريمتهم، وسارقين تخفوا وأخفوا جميع معالمهم، وتم التمكن من القبض عليهم، بل -ولله الحمد- تم وأد بعض الجرائم قبل وقوعها.
وهؤلاء الأبطال من رجال الأمن لا تعرفهم بأشكالهم ولا بأسمائهم وإنما بأفعالهم وإنجازاتهم المتواصلة، ويحظون بالتوجيه والمساندة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والخطط الأمنية المحكمة والإدارة الأمنية العليا لوزارة الداخلية وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية أثر فيما تحقق، ليس في منطقة الرياض فحسب بل في سائر مناطق المملكة، وما اطّلعت عليه من شواهد في هذا القطاع بمنطقة الرياض والاستدلال به وبجهود العاملين فيه ما هو إلا مثال على ما حبانا الله -عز وجل- من نعمة الأمن، وما تحقّق لنا من نعم بفضل الله ثم بتطبيق شرعه وإقامة الحدود، وجهود رجال الأمن وقياداته وسهرهم وحرصهم على استتباب الأمن الذي هو مطلب الجميع.
وفي هذا المقام لا أنسى الدعم والمتابعة التي يوليها مدير الأمن العام معالي الفريق عثمان المحرج لإدارة التحريات والبحث الجنائي، مؤكداً أهميتها، وذلك عند قوله: «إدارة التحريات والبحث الجنائي كانت وما زالت العون الكبير -بعد توفيق الله- لشرط المناطق في كشف غموض الكثير من الجرائم». وهي أسهمت -ولله الحمد- مع بقيّة أقسام الشرط والدوريات الأمنيّة وغيرها، في انخفاض الجريمة في المجتمع، وفق ما تؤكّده الإحصاءات والتقارير الأمنية.
والإدارة النشطة «إدارة التحريات والبحث الجنائي بمنطقة الرياض» البعيدة عن البريق الإعلامي تحظى -أيضاً- بمتابعة دقيقة ودعم مستمر من مدير شرطة المنطقة اللواء سعود الهلال، مما أسهم في تحقيق النجاحات والإنجازات.
أحيّي هؤلاء الأبطال العاملين في الميدان وخلف الكواليس من الذكور والإناث على جهودهم ونشاطهم الكبير الذي أثلج الصدور، وأسعد القلوب، فمهامّهم المتعددة في متابعة جرائم القتل، والاختطاف، والاغتصاب، والإرهاب، والجرائم المعلوماتية وفك شفراتها والتعرف على الجناة فيها وغيرها أعمال جبارة تستحق الشكر والتقدير والثناء، والدعاء بأن يكلّل جهودهم بالتوفيق الدائم.
* قال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة:33-34].