رقية الهويريني
خــلال العــام الماضي 2014م تم فحص عدد من السيدات، واتضح أن ثمانين امرأة مصابة بالإيدز! كلهن متزوجات وبعضهن لم يغادرن المملكة أبدًا! وقد أصبن بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بعد الاتصال الجنسي مع أزواجهن!
هذه الحقيقة الصادمة كشفتها الدكتورة سناء فلمبان مدير برنامج الإيدز في وزارة الصحة، التي تتعامل مع المصابات بالمرض عن طريق الأرقام وليس الهوية الوطنية في جميع تعاملاتهن حفاظًا على السرية، فلا أحد يعلم عن أسمائهن سوى الطبيب المعالج.
وقد سجلت المملكة أول حالة لهذا المرض عام 1984م. ووصل عدد المصابين فيها حتى نهاية عام 2014م إلى (21761) مريضًا، منهم 6334 سعوديًا و15427 غير سعودي، وفي العام الماضي وحده تم تسجيل 1222 إصابة جديدة (80 سعودية و364 سعوديًا، و778 غير سعودية). وكشفت التقارير الأخيرة لوزارة الصحة أن نسبة الأطفال 3 في المائة، ونسبة الرجال إلى النساء بين المرضى السعوديين خلال العام الماضي (1:4) تقريبًا، وترجع إصابات جميع النساء السعوديات إلى انتقال الفيروس من أزواجهن!
هذا التقرير الخطير لم يثر أي امتعاض لدى أوساط المجتمع السعودي! بالرغم من أن كل هؤلاء السيدات مهددات بالموت البطيء دون أي ذنب منهن إلا الإذعان والخضوع لأزواجهن وعدم رفضهن الاستمرار في حياة زوجية قذرة رغم علمهن أو إحساسهن بالخطر المحدق بهن على أقل تقدير! وتعاني بعض السيدات من سوء سلوك أزواجهن ورداءة أخلاقهم!
العجيب أن بعض الرجال يسافر ويمارس شتى أنواع القذارة الأخلاقية تحت غطاء الدين! حيث يتزوج مومسًا أو أكثر لمدة محددة ثم يعود يمارس حياته الزوجية دون أن أدنى شعور منه بالذنب! وإن لم يصب بالإيدز فإنه قد يتعرض لكثير من الأمراض الجنسية.
وفي المملكة يعد الوباء تحت السيطرة رغم التوجسات من انتشاره بسبب الاتصال الجنسي أو نقل الدم أو أدوات الحلاقة غير المعقمة، وهو ما يحمِّل المجتمع كافة - وخصوصًا وزارة الصحة - مسؤولية انتهاج الطرق الملائمة والفعالة في تحجيمه، والقضاء عليه والتصدي له من خلال تكثيف البرامج التوعوية والوقائية الاستباقية، وعلى الوعاظ وأئمة المساجد التحذير منه ومن نتائجه على الأسرة وآثاره على الزوجات البريئات بالتحديد، لا سيما أن ديننا الإسلامي يحثنا على الطهارة، ويدعو لها.
وعلى مؤسسات المجتمع المدني توعية السيدات وحمايتهن من بعض الأزواج الماجنين وحثهن على مطالبة أزواجهن المشكوك بهم على الفحص المتكرر.