محمد المنيف
لا شك أن ما يحظى به الفن التشكيلي من اهتمام على المستوى الرسمي ومن أعلى هرم المسؤولية لا يقف عند سقف بل يرتفع إلى أعلى هرم الدولة ضمن اهتمامات حكومتنا الرشيدة التي ليس لاهتماماتها بأبناء الوطن حدود أو شروط أو تفضيل إبداع أو فن على آخر.
وهنا أشير إلى أن كلمة (إبداع أو فن) تشمل كل عمل وطني كبر أو صغر في كل وظيفة أو عمل إداري..
وبما أن المقام والمقال يعنى بالفن التشكيلي أحد روافد الثقافة السعودية ذات الهوية والأصالة وما منح من تقدير تمثل في تجميل الكثير من المؤسسات، منها الديوان الملكي ومجلس الشورى ومؤسسة النقد ووزارة الداخلية ووزارة الحرس الوطني ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وغيرها كثير، فقد امتد الاهتمام إلى المستوى الشخصي من أفراد لهم مكانتهم الرسمية والاجتماعية في مناصب يفخر الفن التشكيلي أن يكون له في وجدان هؤلاء الكبار مساحة من التقدير والاحترام والمشاركة بأعمال فنية استحقت تقدير النقاد العالميين.
وحينما نستعرض تاريخ الفن التشكيلي السعودي نجد أن هناك من الأسماء التي عرفت بهذا الفن إلى العالم ونقلت من خلاله تراث الوطن وأصبحت تشكل سمة يعتز بها منسوبو الفن التشكيلي ممن هم على أعلى موقع من المسؤولية، من هؤلاء أصحاب السمو الملكي الأمراء خالد الفيصل بن عبدالعزيز والأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز، ولا ننسى ما يحظى به هذا الفن على المستوى العالمي من رؤساء دول وقادة منهم الرئيس الأمريكي بوش الابن، وهتلر، وتشرشل، مع ما لقي هذا الفن من دعم من مسؤولين منهم معالي الشيخ محمد أباالخيل وزير المالية السابق ومعالي وزير التعليم العالي السابق سفير خادم الحرمين في فرنسا الدكتور خالد العنقري، والأستاذ فيصل المعمر الذين جعلوا اللوحة التشكيلية السعودية جزءا من جمال وزاراتهم وإداراتهم وإهدائها لكل زائر في المحافل التي تقيمها جهاتهم الرسمية وعند مشاركتهم في مؤتمرات وفعاليات في مواقع عالمية.
كما لا ننسى اسماء أخرى كثيرة لا تتسع المساحة لذكرها منهم رجال أعمال اقتنوا ويقتنون أعمال الفنان السعودي إيمانا منهم بأنه إرث وطني لا يمكن أن يعوض أو يغفل بقدر ما يشكل فرصة للاستثمار أيضا منهم معالي المهندس محمد الفارسي الذي جعل كورنيش جدة متحفا في الهواء الطلق.
نعم يفخر الفن التشكيلي أن يكون للوحات فنانيه موقع في كل مؤسسة من مؤسساتنا الرسمية أو في مشاريع القطاع الخاص.