محمد المنيف
سعدت جداً بما تم في مرسم الفنون التشكيلية الذي شاركت به الجمعية السعودية للفنون التشكيلية وأنتج فيه مجموعة من إبداعات عدد من الأطفال زوار الفعاليات الثقافية التي أقامتها وزارة الثقافة والإعلام في مركز الملك فهد الثقافي بمناسبة مهرجان اليوم العالمي للطفل تمثَّلت في لوحات أشرف على تنفيذها فنانات تشكيليات من أعضاء جمعية التشكيليين، أما الدرجة الأعلى في تلك المشاعر فهي في تلقي معالي وزير الثقافة والإعلام عند حضوره اختتام الفعاليات هدية من الطفلة علياء السيف، ومما تلقته من معاليه من إعجاب باللوحة ممزوج بمشاعر الأبوة وتقديره لموهبتها.
وبغض النظر عن اللحظات التي نفذت فيها اللوحة أو تقدير التوجيه الذي تلقته من فنانة متخصصة في الرسم والتلوين في مدرستها، بقدر ما يتجاوز هذه الحالة إلى مساحة أبعد نحو الموهبة التي أنتجت تلك اللوحة وما تمثّله تلك الطفلة من نموذج لجيل قادم يحتاج إلى اهتمام أكبر يسير جنباً إلى جنب مع بعد نظر الوزارة، بعمل مدروس يعد له خطة بمشاركة مختصين في مجال رسوم الأطفال ومن التشكيليين القادرين على التقاط المواهب لتقريب المسافة بين مراحل التعبير المندرج ضمن سيكيلوجية رسوم الأطفال وبين تشكيليين أصحاب خبرات في معرفة امتلاك الموهوبين للمؤشرات التي يمكن أن يكونوا فنانين في المستقبل لا أن تكون تلك البراعم مجرد مكمل لمشاهد المهرجان تنتهي بنهايته.
إن الاهتمام بهذه الفئة من المواهب الواعدة مهما صغر سنها بوضع برامج تتضمن ورش تدريب تختتم بالمعارض، مع إعداد قاعدة بيانات لرصد تطور هذه الفئة الذين يتم اختيارهم لبرنامج الوزارة الخاص بهم لمعرفة إمكانية مواصلته أو عدمها ليكون في المستقبل ممثلاً للفنان الحقيقي، تستكمل أو ترافق بعمل مشترك بين وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التعليم في هذا الجانب المهم في لم شتات عقول أبنائنا التي أصبحت اليوم تبحث عن طريقها الصحيح نحو الحياة إذا علمنا بأن الفنون واستنهاض ملكاتها عند الطفل خاصة والفرد عامة تعني كمال بناء الإنسان بناءً صحيحاً لينظر إلى الحياة بمنظار التفاؤل والأمل بأطر جمالية تسكن الوجدان بدءاً بالطفولة.
وليس هناك دليل على اهتمام وزارة الثقافة بأشبال الفن التشكيلي أبلغ مما نتابعه من إدراج هؤلاء الموهوبين مهما صغر سنهم في مهرجانات وفعاليات الوزارة، كما أن في دعوة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية للمشاركة يحقق أهدافها لغرس الثقافة التشكيلية من خلال التعبير بخطوط وألوان نقية بنقاء أولئك الأطفال الذين ما زالت لوحاتهم تحمل البراءة والنظرة المتفائلة للحياة دون خوف من ناقد أو من رقيب بما تتضمنه من مشاعر الحب لكل من حولها.