محمد المنيف
كثافة اعداد السكان في مملكتنا الحبيبة منحت كل ابداع حقه من الكم العددي وفي كل التخصصات، وهذا ما يعتز به الوطن ويؤمن له المبدعين في كل مجال يخدم المجتمع وينافس الاخر.
ويأتي الفن التشكيلي احد هذه التخصصات التي قد يراها البعض جانبا غير مؤثر، لا يحسب له حساب مع ان الواقع يخالف هذا التصور أو التوقع ، فالعدد الكبير من التشكيليين والتشكيليات لم يصل الى هذا الحجم الا نتيجة الارضية الصالحة والبيئة المشجعة والتقدير لهذا الابداع التاريخي الذي سار جنبا الى جنب مع الانسان (النيارتندال انسان العصر الحجري) والرسوم على الكهوف الى يومنا هذا مع ما شمله من تطور في سبل التنفيذ والقصد او الهدف وما تبع ذلك من اهتمام من الانسان العصري في مختلف بقاع الدنيا وما اعد وانشئت له من المتاحف من الاعداد العالي المستوى في العرض ومستوى الدعاية الاعلان.
نعود لواقعنا المحلي الذي مر بمراحل متقاربة في الحضور متعددة في القدرات بدءاً بالتأسيس مروراً بالمنافسة بين الفنانين في كسب المسابقات التي كان لها صوت وصدى وحضور واهمية وتاثر واثر لا زال باقيا، وصولا الى ما نحن فيه من زخم في العدد والعدة والعتاد وتنوع المشارب وتعدد التوجهات في جانب الفكرة أو الخامات وسبل التنفيذ، منها ما شابه التقليد ومنها من خلط بين الموهبة والهواية والكثير الغالب لا يعلم الى أي نهاية سينتهي به الوضع بعد ان دخل لجة الفن ومعتركه بعد ان ذاق طعم الحضور ومقبلات الشهرة وبين رداءة منتجه وافتقاره للموهبة التي تزداد تألقاً كلما صقلت بالتوجيه واكتساب الخبرات، فمنهم من بقي في منتصف الطريق يسمع مناديا يصفه بالمبدع ويخدعه بقوله حسناء، وغالبية المنخدعين هم الفتيات بما يحملنه من حب للفنون واقتقاد للقدرات وانخداع بالمديح.
من هنا اصبحت الساحة في مهب الريح لم يعد المتابع يرى جديدا جيدا ولم يعد ير اسماء لها قامتها وقيمتها وخبراتها، وانما اسماء لم تكن على السطح دفع بهم المتكسبون من الورش واقامة المعارض مقابل الرسوم المادية وألبسوهم وهم الصفات الكبيرة التي تجعلهم يسيرون كما يسير الروبوت.
ومن جانب اخر اخذ البعض من متسلقي الفن التشكيلي المهمشين في فترة التاسيس القوية للبروز والمنافسة بما يمتلكونه من جرأة في اضفاء واغداق المديح بوصف انفسهم برواد الجيل الجديد والمجددين والسفراء وقريبا بملوك الفن وعباقرته.
ساحة تذكرني بمسلسل حيص بيص أو (حارة كل من ايدو الو) كل يغني على ليلاه، لا يقبلون رأياً ولا نقداً ولا توجيهاً فهم قادمون بثقة مفرطة لم نرها في فترة التأسيس التي ضمت الرواد الحقيقيين اذ لم نسمع ان قال الفنان محمد السليم انه سفير للفن او ان يقول الرضوي انه فلتة زمانه.