غسان محمد علوان
تسيطر على الجموع الهلالية حالة من الرضا والثقة الكبيرة بفريقها نظير ما يقدمه الفريق من مستويات جميلة مرتبطة بالانتصارات. حتى والهلال يخسر مباراته الوحيدة في الدوري أمام الاتحاد، فقد خرجت الجماهير راضية بشكل عام عن الفريق ومؤمنة بجنون كرة القدم التي تستحضر الاستثناءات لتثبيت جنونها الجميل.
يدخل الهلال كل لقاء برغبة أقوى من خصومه وينعكس ذلك في إحصائيات اللقاءات بعد ذلك. نسبة عظمى من الاستحواذ، عدد كبير من محاولات التسجيل، عدد هائل من التمريرات بين أفراد الفريق.
باختصار، تكون للهلال اليد الطولى في كل نزال. كل ما سبق لم يأتِ عبثاً، بل هو نتاج عمل فني كبير و جهد إداري ملموس وعطاء لاعبين لا يمكن إغفاله.
رغم ذلك، لا يزال في قلوبهم توجس مما قد ينتج عن بعض الصغائر التي بوسعها أن تؤثر بشكل ملحوظ على المنتج النهائي للفريق. ما يميز الهلال حالياً وفرة الأسماء القادرة على تنفيذ ما يريده اليوناني دونيس. فرغم غياب ركائز أساسية من حين لآخر، فإنك لا تكاد تلحظ أي خلل أو اهتزاز بالشكل العام للفريق.
اعتذر دونيس عن عدة أخطاء تحملها بشجاعة في لقاءات مضت، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: ماذا بعد الاعتذار؟.
لدي يقين تام بأن الهلال يملك أكثر مما يقدم، ولديه من الإمكانيات ما تجعل من نزالاته أكثر سهولة مما نراه حالياً.
لدى دونيس بعض القناعات في منهجية اللعب وتوظيف أو اختيار بعض الأسماء للتشكيل الأساسي، وليس من الاحترافية أو المنطق أن يفرض عليه ما لا يريد. ولكن يجب أن يكون أفقه أكثر اتساعاً لبعض الملاحظات الفنية التي يتم تداولها ليضعها في حسبانه ومن ثمَّ أخذها بعين الاعتبار قبل وضع التشكيل والمنهجية للقاءات والتي هي من اختصاصه وحده.
أرى من وجهة نظر شخصية، أن دونيس ضالة الهلال تدريبياً بعد تخبطات عدة نتجت عن تجارب مدربين، إما عاجزون فنياً عن إظهار الزعيم بما يليق به، أو آخرون تمت محاربتهم من الداخل قبل الخارج رغم الكفاءة الفنية التي وضحت على وجه الفريق.
نعيد ونكرر، انتقاد العمل بموضوعية وعدم تصيد مع التركيز على الجوانب الإيجابية في العمل، لا تعني إطلاقاً المطالبة برأس المُنتَقَد. بل هي رغبة صادقة في جعل الصورة أكثر جمالاً، وحرص كبير على زيادة الثقة في العمل وفي من يقود هذا العمل.
خلاصة الحديث، رغم التميز الذي نراه من الأهلي والتعاون هذا الموسم، إلا أن في الهلال ما يمكنه على أن يكون بطل الموسم الأوحد بعد توفيق الله، ثم لما نراه من أدوات وامكانيات تميزه عمن سواه.
لازال لدى الهلال ومدربه الكثير، ومسرح الموسم لازال في فصله الأول، وندعو الله أن نرى موسماً استثنائياً يعيد لنا حلاوة المنافسات الحقيقية داخل الملاعب لا خارجه.
خاتمة...
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب *** ولا ينال العُلى من طبعه الغضب
(المتنبي)