فهد بن جليد
يبدو أن من جدد رأي الباحث البريطاني (ديفيد ويتفورت) لا يعلم عن طرق سلام (الخليجيين) و (ملامسة الخشوم) شيئاً، وإلا لما أعاد نشر الدراسة التي تدعوا البشر إلى التوقف عن (المصافحة بالأيدي) عند اللقاء، منعاً لانتقال البكتيريا من شخص إلى آخر، بعد أن توصلت أبحاث جامعة (إبيريستويث) إلى أن المكروبات والبكتيريا تنتقل بكميات مهولة أثناء التلامس من هذا النوع!.
في الغرب تكفي المشاهدة (بالعين المُجردة)، لتُغني مقولة (هاي) مع ابتسامة خفيفة، عن عشرات الجُمل التي يرددها العرب عند اللقاء، بدأ من السؤال عن الحال؟ وصولاً إلى (علوم المطر)؟ وأسعار (صندوق الطماطم)، بعد أن تكون عاصفة من (العراك الجسدي) قد توقفت بين الطرفين، مع محاولة كل منهما تقبيل (خشم الآخر) كناية عن المحبة والترحيب، كون (الأنف) هو رمز العزة والعلو والأنفة، وبالمناسبة هذا تقليد (نيوزلندي) عُرف هناك قبل أن يعرفه (العرب) بآلاف السنين!.
أنواع جديدة (للعناق) عرفها مجتمعنا، فهناك من يقبل الخد الأيمن، ثم الأيسر، ثم الأيمن، وهناك من يقبل الخد الأيمن (ثلاثاً)، وفي المستجدات هناك (التناطح) بالرؤوس، حتى يُخيل إليك أن الشرار سيتطاير من قوة التقارع، وبعدها جاء (العناق) في الهواء عن بعد، وتطورت (الحالة الشبابية) إلى الملامسة (بأطراف الأصابع)!.
يجب أن لا نتنازل عن حقنا في (المصافحة والعناق) عند السلام، مهما قال العلماء عن خطر نقلهما للبكتيريا، لما لهما من فائدة، ففي المصافحة فضل كما جاء في حديث البراء بن عازب (إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفراه غفر لهما) الحديث، أما (العناق والتقبيل) فقد أكد علماء الغرب أنه يحسن المزاج،و يُساعد على إحراق 12 سعرة حرارية في كل مرة، ويحرك بكل أنواعه نحو 29 عضلة في (الوجه)، إضافة إلى تسارع نبضات القلب لنحو 110 في الدقيقة!.
إذا رأيت الناس (مُتصافحين مُتعانقين) فأعلم أن الدنيا بخير، إما إذا كان السلام (دون تماس)، ففتش في (النفوس)، عن ما هو أكثر من (كورونا)؟ والعلم عند الله!.
وعلى دروب الخير نلتقي.