عروبة المنيف
.قادتني الصدفة، أو لربما هي ليست كذلك فكل شيء بهذا الكون ليس بصدفة، إلى لقاء إحدى السيدات العربيات المقيمات منذ زمن في دولة الإمارات، حيث تنتسب تلك السيدة لإحدى العوائل العربية التي كونت ثروات وترفل في رغد من العيش هناك. كان ذلك اللقاء عابراً وبعد أحداث تفجيرات باريس الإرهابية بأيام والتي أودت «للأسف» بحياة ما لا يقل عن 132 ضحية.
من النادر إصابتي بالتوتر السريع ولكن النقاش في ذلك اللقاء جعل مؤشر التوتر لدي في أعلى مستوياته، ولكني ولله الحمد أخذت نفساً عميقاً لمحاولة الحفاظ على هدوئي وإيصال فكرتي لها بما يضمن مقولة «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية». المؤلم والمحزن في سياق ذلك النقاش فرحة تلك السيدة بمقتل أولئك الضحايا واعتبار أن ما حصل لهم يستحقونه، من منطق «يخصها «إن عليهم استشعار الموت الفلسطيني والسوري والعراقي وو، فالفرنسي أيضاً يجب أن يموت كما يموت العربي !. ذلك المنطق والاعتقاد المضطرب يتبناه الكثيرون للأسف ممن هم حولنا وهذا ما يجعلهم أوعية متنقلة من الحقد والكراهية في هذا الوطن العربي المضطرب، فمن يحمل معه الكراهية كمثل من يشرب سماً ويتوقع موت الآخرين.المثير للاستغراب من ردة فعل تلك السيدة أن لديها ابنتين تقطنان في فرنسا من أجل نهل العلم من جامعاتها وقد كانوا وقت الانفجار هناك!، ألم تخش أن تكون إحدى بناتها أو كلاهما من ضمن أولئك الضحايا؟، لقد اطمأنت على سلامة ابنتاها أما الآخرون فيستحقون ما حل بهم ويستحقون الموت. أي منطق هذا وأي مشاعر وأي أفكار تعصف بنا ؟، لا عجب بما يحل في منطقتنا من حروب ودمار وإرهاب، فالمعتقدات مشوهة، والأفكار مضطربة والمشاعر في أدنى مستويات سلم الوعي الإنساني، ما يجعل تردد محيط المنطقة في أدنى مستوياته.
طبقاً لعلم الفيزياء الكمية هناك قانونان لهما من الأهمية ما يفوق إدراكنا الحسي وهما «قانون الجذب وقانون الذبذبات»، إنهما متوافقان ويعملان بنفس الاتجاه. قانون الجذب يعني أننا نجذب ما نرسله، فالطاقة الإيجابية تجذب الطاقة الإيجابية والعكس صحيح، ويرتكز قانون الجذب على قانون الذبذبات الذي يؤكد أن كل شيء في هذا الكون يتحرك وله ذبذبات، فنحن نعيش في بحر من الطاقة وكل شيء حولنا له طاقة وذبذبات حتى الجماد، فالقلم الذي أكتب به الآن له طاقة وذبذبات وكذلك الورقة، جميعنا لنا ذبذبات تعكس أفكارنا ومعتقداتنا ومشاعرنا التي نرسلها للكون ويستجيب الكون لنا طبقاً لقوة تلك الترددات، وما أفكارنا إلا موجات من الطاقة تخترق الكون وفي جميع الأوقات حيث تعتبر الفكرة من أكثر الترددات قوة، لذلك نحن نجذب ما نريد، وهذا يحتم علينا إرسال ذبذبات صحيحة للكون المتمثل بالخالق جل وعلا لتحقيق ما نريد في حياتنا. فكلما ارتفعت ذبذبات أجسامنا كلما كانت قوة الجذب لدينا أعلى والعكس صحيح، لذلك من المعروف أن مشاعر الخوف والحزن واليأس على سبيل المثال لها ذبذبات منخفضة جداً وترددها بطيء، بينما مشاعر الحب والفرح والامتنان لديها ذبذبات أعلى وترددها أسرع.
إن تلك القوانين والحقائق العلمية في فيزيا الكم تشرح ما يحدث في محيطنا العربي البائس والمضطرب، حيث الذبذبات منخفضة نتيجة انتشار مشاعر الكراهية والحقد والغضب والإرهاب والخوف والحزن واليأس بين شعوبها وبالتالي في ظل تلك الترددات المنخفضة ماذا نتوقع أن نجذب سوى مزيداً من الدمار والحروب والإرهاب.
لنعمل على الأجيال القادمة وندخل في مناهجهم التعليمية تلك القوانين التي تفوق أهميتها في مجرى حياتهم العلوم الأخرى فهي ستؤثر على أسلوب تفكيرهم وعلى سلوكياتهم وعلى جذب كل ما هو جميل ورائع في حياتهم، فعالمنا العربي يستحق أن يكون متوافقاً مع هذا الكون الجميل وسننه العادلة كغيره من العوالم الأخرى.