خالد بن حمد المالك
على هامش اجتماعات قمة العشرين في أنطاليا بتركيا، كانت هناك لقاءات أسميها (تنويرية) لرؤساء التحرير والكتاب والإعلاميين مع سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومعالي وزير الثقافة والإعلام، وكانت اللقاءات مفتوحة للاستفسار عن أي موضوع، ولم تقتصر على المؤتمر، وهذا ما أعطاها زخماً كبيراً من الاهتمام لدى الإعلاميين والكتّاب، لأن سمو الأمير - تحديداً - تحدث عن كل شيء سئل عنه من الاقتصاد إلى الإرهاب ومن الترفيه إلى الإسكان، من الحرب في اليمن إلى الموقف من سوريا، ومن الدين العام والتوقعات للميزانية القادمة إلى تأثير انخفاض أسعار البترول على برامج التنمية.
***
كان الأمير واضحاً وصريحاً، وكأنه يريد أن يرسل رسالة إلى الحضور بأنه ليس لدى الدولة ما تخفيه، وقال أكثر من ذلك بأن على الإعلامي أن يعبر عن رأيه بحرية كاملة، ينتقد عمل المسؤول إذا ما لاحظ تقصيراً منه، مضيفاً أن النقد يساعد المسؤول على تصحيح الأخطاء ومعالجة أي تقصير في أداء المسؤولية العامة، مذكراً بأن النقد يجب أن يكون للعمل وأن لا يأخذ الطابع الشخصي بأن يساء إلى المسؤول دون وجه حق، ومؤكداً أن أي إساءة للإسلام سيكون من يفعل ذلك قد تجاوز الخطوط الحمراء، وهذا تصرف إن حدث فهو غير مقبول.
***
وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريقي من جانبه وبتوجيه من القيادة اجتمع ثلاث مرات مع الوفد الإعلامي المرافق، أطلعهم أولاً بأول على المباحثات التي تتم بين الزعماء في المؤتمر، والنشاط السعودي المؤثر بقيادة خادم الحرمين الشريفين على أجواء القمة، وزاد على ذلك بأن وضع الوفد في الحراك الذي يجري في الوزارة لتجديد نشاطها ومراجعة ما هو قائم فيها ضمن عمل كبير يجري التخطيط له، ليكون للوزارة دور أكبر في خدمة المملكة، حيث تتم هيكلة أجهزة الوزارة، والانتقال بها من المحلية في مخاطبة المواطنين إلى زيادة نشاطها ليصل إلى الشعوب الأخرى باستخدام لغاتها، سواء في وكالة الأنباء السعودية أو في أجهزة التلفزيون والإعلام الخارجي.
***
من استمع إلى الأمير محمد في موسكو ثم أنطاليا من الزملاء الإعلاميين، أو كان حاضراً في أحد هذين اللقاءين تساءل عن غياب مسؤول كبير كسموه عن وسائل الإعلام، وهو يمتلك هذه الذاكرة القوية عن أي موضوع يسأل عنه، فيتحدث بالأرقام والإحصاءات والمقارنات بلغة جميلة يحسن سموه الحديث فيها، ويجيد القدرة على اقناع المتلقي بها، ولأني ضمن هؤلاء المتسائلين وإن كانت معرفتي به قبل هذين اللقاءين، فقد دعوته إلى لقاء أجمع فيه سموه بعدد من الكتّاب، وقد سعدت بموافقته، وسوف يتم تحديد الموعد - إن شاء الله - بالتنسيق مع مكتب سموه، لكن مثل هذا اللقاء أو لقائه في موسكو ثم إيطاليا لا يغني عن ظهور سموه للمواطنين إعلامياً من خلال القنوات التلفزيونية لمخاطبتهم بما ينبغي أن يتعرفوا عليه عن النشاط غير العادي للمملكة في مرحلة تشهد مزيداً من التطور في عهد خادم الحرمين الشريفين.
.......... يتبع