خالد بن حمد المالك
يكاد لا يمر يوم دون ضيف كبير من إحدى الدول يزور الرياض، ليس سائحاً أو متسوقاً، وإنما في زيارة عمل، ولقاءات تشاور، وبناء علاقات ثنائية، ومراجعة لما هو قائم من سياسات وتعاون، لتحقيق ما يعزِّز هذا النوع من العلاقات، حتى لا يصيبها الوهن فيما لو تأخر الجانبان في استعراض حالتها من حين لآخر.
***
هذه الزيارات، تندرج تحت مسميات ومهمات مختلفة، وتتمثّل بعدد من المسؤولين بدرجات وتخصصات مختلفة، فهذا ملك وهذا رئيس، وذاك أمير أو وزير، أحياناً لجنة من عدة مسؤولين، وحيناً تكون الزيارة على مستوى القيادات العليا بين خادم الحرمين الشريفين ومن يزوره من الملوك والرؤساء، أو من يكون في مستواهم.
***
في القمم الخليجية والعربية والإسلامية والدولية التي تنعقد في الرياض، تكون العاصمة المليونية، منصة لبوح قادة الدول بما لديهم من أفكار وآراء وسياسات ومواقف، فتأخذ منحى تصالحياً ومعتدلاً ينسجم ويتناغم مع مناخ الرياض ذي النفس الهادئ في تعامله مع القضايا الشائكة التي يرى ملكها أن معالجتها وحسم أمرها، إنما يتم بالتفاهم والحوار.
***
في القمة العربية اللاتينية التي عقدت أمس وتختتم اليوم، ننظر إلى أهميتها من كونها تعقد بالرياض، وأن رئيسها سلمان ابن عبدالعزيز، وأن تفكيك المشكلات، وتعزيز فرص التقارب إنما يتم بهذه الروح التي استقبلت بها عاصمة المملكة ضيوفها الكبار، وهيأت لهم من الأسباب والترتيبات والاستعدادات ما سوف يساعدهم على إنجاحها، والخروج من الاجتماعات في الغرف المغلقة إلى الفضاء الرحب للإعلان عن توصلهم إلى هذا الحجم من النجاح.
***
كثيرون سيبقون اليوم متفرغين لمتابعة بيان مؤتمر القمة، وتصريحات المسؤولين عنها، نسبة لأهميتها، والمؤمل منها، والحاجة إلى خريطة جديدة للعلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، وفي اعتقادي أن النتائج ستكون في مستوى هذا الاهتمام المسبق، وأن ما انتظره الجميع من قرارات إستراتيجية مهمة، سيتم إعلانها أمام أنظارهم وأسماعهم.
***
ومن المهم التذكير بأهمية التطبيق لما تم الاتفاق عليه، وإخضاعه للمراجعة المستمرة للتأكد من التزام الجميع بما أقرته قمة الرياض، وأن تحرص الدول التي ضمها هذا الاجتماع على استثمار هذه النتائج التي تم التوصل إليها في تعزيز الشراكات وتقوية العلاقات وتوفير متطلبات تعزيز الثقة لإكمال هذا المشوار الطويل في هذه المسيرة المهمة لصالح كل الدول.