سامى اليوسف
بات الشـيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم هو المرشح العربي الثاني بعد الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني للعبة، وسابع مرشح، يســتعد لدخول سباقات انتخابات الفيفا للفوز برئاسته خلفاًً للمستقيل بلاتر.
سيكمل الشيخ سلمان عامه الـ50 بعد أيام، ويرأس الاتحاد الآسيوي منذ مايو 2013، وأُعيد انتخابه لأربع سنوات في أبريل الماضي، ودعم الشيخ بلاتر في انتخابات مايو الماضي والتي تغلب فيها الأخير على الأمير علي بن الحسين، ثم أعلن دعمه بلاتيني في فبراير قبل إيقاف الفرنسي من لجنة الأخلاق المستقلة في الفيفا.
قرار الشيخ سلمان كان مفاجئاً، واعتبره كذلك لأن الشيخ أصدر بيان في الثاني من أكتوبر الجاري نافياً أنباء ترشحه، وقال فيه بالحرف:» أن فكرة الترشيح في عام 2016 لم تخطر على بالي»، وأضاف سعادته:» بما أنني الرئيس المنتخب للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في السنوات الأربع القادمة.. إن التزامي اليوم هو في الأساس نحو آسيا، حيث لدينا الكثير من العمل من أجل تعزيز مكانة وقوة اتحادنا القاري، هذا مسعى رئيسي يجب أن نعمل من أجله لإعادة تنظيم وتعزيز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم».
وهنا نطرح سؤالاً مهماً: ما الذي تغيّر في أولويات، ومساعي الشيخ الرئيسية، والتزامه نحو كرة آسيا؟ وكيف سنثق في نجاح من لم يخطط في الأساس لخطوة الترشح كخيار إستراتيجي أو مستقبلي بعيد المدى بشكل مدروس، وبرامج عمل، أو انتخابية جديرة بالثقة؟!
ننتقل إلى أسئلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقها أعلاه، ونجمعها تحت سؤال رئيس للشيخ سلمان: ما هي النجاحات التي تستند عليها في قارة آسيا، أو تلك التي أنجزتها من خلال رئاستك للاتحاد الآسيوي منذ 2013 وحتى اللحظة تجعل من الآخرين يقررون مساندتك بكل ثقة في مسعاك للفوز بكرسي الفيفا؟
وفي التفاصيل نسأل آيضاً: ما الذي قدمته لمكونات لعبة كرة القدم في قارة آسيا اللاعب، المدرب، الحكم، الإداري، الجمهور؟ هل باتت البطولات الآسيوية سواء للأندية أو المنتخبات عنواناً للعدالة، والنزاهة في نتائجها؟ هل أصبحت تلعب كرة القدم الآسيوية في أجواء تنظيمية احترافية عالية، بعيداً عن العنصرية والتسييس، وفي ملاعب آمنة لسلامة اللاعبين، والجماهير، والحكام؟ هل تقلص الفارق الفني فعلاً بين الكرة الآسيوية ومثيلاتها الأوروبية والأمريكية شمالاً وجنوباً والإفريقية؟ هل باتت البطولات والمباريات الآسيوية تحقق درجة نوعية عالية الجودة في النقل التلفزيوني؟ ماذا قدمت للمدربين الوطنيين؟ هل حازوا ثقة المنتخبات والأندية من خلال برامج الاتحاد التطويرية؟ هل تطور مستوى الحكم الآسيوي وأصبح عنواناً للثقة؟ وهل بات اتحاد القارة الصفراء يتعامل بعدل ويفرض تكافؤ الفرص مع الدول الأعضاء بحيث يتم توحيد القرارات والعقوبات في الحالات المتشابهة والمتكررة دون استثناءات أو امتيازات خاصة؟
في الجانب الآخر، نطرح تساؤلاً مهماً للاتحاد السعودي لكرة القدم، والذي أتوقع وقوفه مع ترشح الشيخ سلمان: ما الذي قدمه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على أرض الواقع لقضايا كرة القدم السعودية أندية ومنتخبات منذ 2013 ، وكيف تعامل معها؟ .. لا أبحث هنا عن محاباة، ولكن أتساءل هل كان عادلاً في النظر لقضايانا وحقوقنا مقارنة مع قضايا غيرنا؟!
أرجو من الشيخ سلمان أن يركز جهوده على الاتحاد الآسيوي وتطوير كرة القدم الآسيوية في الفترة المقبلة، وأن يحول ما ورد في بيان إعلان ترشحه لانتخابات الفيفا من أهداف، وعبارات تحفيزية، ومشجعة صوب الكرة الآسيوية فهي الأجدر والأولى باهتمامه مع تأكيدي بأن الشيخ سلمان رجل طموح، وتدرج في مناصب مهمة آسيوية ودولية، ويحظى بالثقة لكن لم يحن بعد آوان إقامته في زيورخ.
أخيراً
« أنا لا أعرف مفتاح النجاح، ولكن مفتاح الفشل هو محاولة إرضاء الجميع» .. بيل كوسبي.